النقاش المحتدم حول قوات اليونيفيل لا يعني أبداً رفض “التطبيع الثقافي” مع بعض هؤلاء. هذا ما يقوله أحد أبناء قرية معركة الجنوبية، إذ حلّت قوات إيطالية في البلدة، وسبّبت بعض تصرفاتها استياء عاماً، وخاصة عندما عمد جنود الوحدة إلى قطع أشجار، لكن ذلك لم يمنع أبناء البلدة من التعرف إلى فن مغني الأوبرا الإيطالي لوتشيانو بافاروتي (70 عاماً).
تنتشر اليوم ألبومات أغاني بافاروتي بين الشبان والشابات في معركة والبلدات المجاورة لها، وعلى رغم أنهم لا يتقنون لغة هذا التينور، فإنهم يتذوقون فنه. ويؤكدون أنه جعلهم يحبون فن الغناء الأوبرالي.
أيام قليلة مضت على بداية “انتشار” بافاروتي، ويبدو أن هذا الانتشار لن يقتصر على معركة وجوارها، ومن المرشح أن تتخطى شهرة بافاروتي الجديدة بضع بلدات لتمتد إلى كل الجنوب.
تجدر الإشارة إلى أن مسيرة بافاروتي الفنية شارفت على الانتهاء. وكان التينور الإيطالي قد أعلن أنه سيعتزل الغناء وإقامة الحفلات قبل عامين، لكنه غيّر رأيه بعد إجرئه عملية ناجحة لاستئصال سرطان في البنكرياس، وصرح قبل شهرين “سأحارب المرض خطوة خطوة وسأغنّي”. ويقوم بافاروتي بجولة فنية عالمية تنتهي مع بداية عام 2007، ويختتم بها مسيرته. وقد يتفرغ لتدريس الغناء الأوبرالي في أحد معاهد العاصمة النمسوية أو في معاهد إيطالية.