خالد صاغيّة
العوائق أمام اقتراح الرئيس برّي فاقت ما كان يتوقّعه. ويمكننا تلخيص العرض الذي قدّمه أمس إلى القادة اللبنانيين كالآتي: كفّوا عن الخُطب الحماسيّة، أبعدوا الجماهير عن الشارع، لا تخوضوا معارك على الهواء مباشرة، وانصرفوا لعقد جلسات نقاش. إنّ هذه وصفة للملل.
من حسن الحظّ أنّ برّي متنبّه لهذا الأمر. وكانت له تجربة خلال الاعتصام النيابي حين وضع لعبة تحت مخدّة كلّ نائب. لم يساعد ذلك على إقناع النوّاب بالنوم داخل المجلس وحسب، بل ساهم أيضاً في رفع الحصار. فلم يرضخ أولمرت يومها، إلّا بعدما علم أنّ جورج عدوان فاز في آخر «دقّ» مونوبولي، متحالفاً مع نوّاب «المستقبل» الذين نجحوا في رهن أراضي الجميع.
المشكلة هي أنّ برّي يريد تجنّب هذا النوع من الألعاب هذه المرّة، خوفاً من نشوء تكتّلات تحوّل اللعبة إلى مبارزة بين فريقين. لذلك، ارتأى أن يحضر معه إلى المجلس قنّينة، حتّى يلعب المشاركون «أمر ولّا حقيقة؟». لكن، تبيّن أنّ هذه اللعبة «ما بتمشي». ذلك أنّ أقطاب 14 آذار أصدروا بياناً أعلنوا فيه أنّه لا أحد يستطيع أن يخيّرهم بين «الحقيقة» وأيّ «أمر» آخر.
جلسات النقاش لن تبدأ قبل تذليل هذه العقبات. وثمّة من اقترح استبدال «القنّينة» بلعبة «الصنم» التي يقف فيها أحد اللاعبين في الوسط، وعليه أن يحزر من أين يأتيه «السحسوح». ثمّة من رشّح وليد عيدو لهذا الدور.