تمام مروّةمع عودة الحياة الطبيعية إلى أغلبية القرى والمدن الجنوبية، تمكّن مزارعو الفاكهة والخضر من بيع منتجاتهم، وأخذ عدنان إجازة من المهمات التي اختار القيام بها خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان.
يعمل عدنان مدرّساً في إحدى مدارس الجنوب، وقد صمد في قريته الزرارية خلال العدوان، واختار مساعدة الأهالي الصامدين بطريقته الخاصة. كان ينتظر يومياً استراحة طائرات الاستطلاع (M K) ليخرج إلى حواكير المنازل القريبة له والتي تركها أهلها ليسقي زرعها، ويقطف خضرها وفاكهتها الناضجة بعناية المزارع، ويعيد توزيعها بنفسه على العائلات الصامدة.
أراد عدنان أن لا يغيّر أهالي قريته عاداتهم في أكل الكوسى والباذنجان واللوبية والتين والقثاء في مواسمها الطبيعية، وأن يحافظوا على الحد الأدنى من التوازن في غذائهم، وأن يحمي حواكيرهم ومواسمهم الزراعية، متحدياً سياسة إسرائيل في تقطيع أوصال القرى والبلدات الجنوبية.