تعبتُ من أنْ أكونَ ما أنا عليه. تعبتُ من حقائقي وتَـهَـيُّـؤاتي وكوابيسِ نهاراتي ولياليّ.
تعبتُ من قولِ: «أنا أتألّم»؛ وتعبتُ من رعايةِ الألم.
وَ : تعبتُ منّي.
قلتُ ما قلت، وفعلتُ ما فعلت، ولعنتُ سماواتِ مَن لعنت.
وها أنا الآن، بسببِ التعبِ لا أكثر،
أريدُ أنْ أفكّرَ بشيءٍ جديد، وأَتَنعَّمَ بمذاقِ غبطةٍ جديدةٍ أو طيشِ فؤادٍ جديد...، وأحلمَ شيئاً جديداً.
ها أنا، واللّيلُ لا يزالُ في أوّلِه، أرغبُ في أنْ أكونَ نافعاً وسعيداً.
حسناً! سأُجرّبُ أن أنامُ باكراً، أبكرَ ممّا تَعوّدتُ،
على أملِ أنْ (ها أنا أقولُ: على أملِ...) أن أستيقظَ باكراً وأَبكَر
لأُطلِعَ الصباحَ، قبلَ ميعادهِ، على نوافذِ مَن أُحبّ.
.. ..
ها أنا، منذ اللحظة، وأنا غارقٌ في اللّيل،
أستنهضُ الفجرَ مِن أحلامِ نفسي
وأَتأَهّبُ لقولِ: «صباحُ الخير...».