«يوم المرأة العالمي» مثل شهر مخصّص كرنفاليّاً لتاريخ السّود في أميركا. الرجل الأبيض يريد طمس مواضيع تغيير حقيقي، فيضعها في خانة المهرجانات والتكريمات التي لا تقدّم حلولاً أو تغييراً. ما نفع يوم واحد في السنة؟ والرجال باتوا يطالبون بيوم لهم. ولا أثقل من دم هؤلاء. «يوم المرأة العالمي» هو يوم أمّي، لكن ليس لطبخها وقهوتها فقط، كما قال محمود درويش (وأنا لا استسيغ القهوة). هو يوم عاملات المنازل. هو يوم الفلسطينيّات تحت الاحتلال وفي مخيّمات اللاجئين. هو يوم المناضلات في اليمن. هو يوم الأسيرات في السجون العربية. هو يوم المكافحات لنيل لقمة العيش. هو يوم الممرّضات في زمن هجرة الممرّضين، ويوم الطبيبات في زمن هجرة الأطبّاء. هو يوم اللواتي يتحدّين السلطة الاجتماعيّة والسياسيّة والاحتلاليّة والثقافيّة والفنيّة. هو يوم المكافحات ضدّ العنف والتحرّش. هو يوم ليلى خالد ومها أبو خليل وأولى الفدائيّات. هو يوم المكافحات ضدّ الظلم والفقر والـ «إن جي أوز». هو يوم اللواتي يقلن للرجل لا. هو يوم البنات اللواتي يتحدّين مفهوم المجتمع للجمال والأناقة. هو يوم أنجيلا ديفيس المناضلة، أوّل امرأة شهيرة (في بلادنا) قابلتُها بعد مجيئي إلى أميركا. هو يوم الراقصات والعاملات والمهنيّات والمطربات (من خارج مدرسة الوليد بن طلال وتركي آل الشيخ). هو يوم الحبيبة والصديقة والأخت والكوتا النسائية ــــ لكن ليس يوم الإسرائيليّة... حتماً لا! هو يوم شويكار وسعاد حسني. هو يوم فيروز. هو يوم الشيوعيّات (من أيّامي، لا من زمن الشيوعية الليبراليّة). هو يوم النسوة اللواتي يحببن الطهي واللواتي يكرهنه. هو يوم المتمرّدات على الأهل عندما يَظلمون. هو يوم معلّمتَيْ في الـ «آي سي»: مسز حوراني وممدوحة بيدس. هو يوم المُحلّلات المجهولات. هو يوم وردة اليازجي ووداد المقدسي قرطاس وعنبرة سلام الخالدي وزينب فوّاز. هو يوم إعلاميّات يتلقّينَ تشنيعات ذكوريّة سوقيّة على المواقع ــــ وإن كنتُ أختلف معهنّ في الرأي. هو يوم مَنْ عرفتُهنّ ومَنْ لم أعرفهنّ.