على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

التحقيق في تفجير المرفأ لم ينتهِ ولن ينتهي. لا تريد أميركا وإسرائيل أن ينتهي. هو مناسب للمؤامرة التي تقودانها. من المعلوم أنّ أميركا حقّقت في جريمة المرفأ مباشرة بعد الانفجار وبعثت وفداً متخصّصاً من الـ «إف.بي آي» للتحقيق. أكثر من ذلك، هي اعترفت (بلسان «نيويورك تايمز») أنّ خبيراً عسكريّاً أميركيّاً اكتشف المواد المتفجّرة في المرفأ عند جولة «استقصائيّة» له في أرجاء المرفأ قبل الانفجار بسنتين (هذا الاحتلال الإيراني الذي يسمح لمتعاقد عسكري أميركي «حرّ» بأن يجول في المرفأ والمرافق العامّة من دون رقيب أو حسيب). من شبه المؤكد أنّ الانفجار لم يكن عن طريق العمد. هذا انفجار حدث نتيجة إهمال، والإهمال في هذه الحالة هو جرميّ بالفعل. والمسؤول الأوّل عن أمن المرفأ هو قائد الجيش ومدير مخابرات الجيش. تستطيع أن تسائل— ويجب أن تسائل —كل وزراء الاختصاص الذين تعاقبوا (وكلّ مسؤول علمَ)، لكن أي تحقيق أو مساءلة لا يشملان قائد الجيش ومدير المخابرات، يكونان ناقصيْن ومشبوهيْن بالفعل لأنهما ينمّان عن توجّه سياسي واضح. طبعاً، يجب التحقيق في كيفيّة وصول المتفجّرات، لكن هذا يحتاج إلى تحقيق في أنشطة وسام الحسن عندما كُلّف من أنظمة خليجيّة وأميركا بتدبير أمر توصيل المتفجّرات والسلاح إلى المعارضة السوريّة المسلّحة. يومها، استدعيَ الحسن إلى واشنطن وحظي بتربيت على الكتف من قبل ديفيد بتريوس. الطريف أنّ وفداً من السفارة الأميركيّة (مش الإيرانيّة غريب) زار قبل أيّام قصر العدل واجتمع بالمحامي العام التمييزي عماد قبلان وسأل عن مسار التحقيق (الأميركي بيمون) لأنّ واحداً من الموقوفين يخصّ السفارة. أميركا ستمنع الوصول إلى الحقيقة لأن الحقيقة لا علاقة لها بالحزب، ولأن المماطلة والتسويف والتمييع تساعد لأن الرأي العام بات مشوّشاً، والبعض لا يزال يصدّق بأن الحزب (الذي يخبّئ صواريخ بعيدة المدى) يحتاج إلى مرفأ عام مفتوح لتخبئة متفجّرات. الحكومة الأميركيّة (واللبنانيّة في حينه) تعلم أنّ مخابرات الجيش اللبناني كانت وراء اغتيال معروف سعد، وهذه الحقيقة ممنوعة عنّا، لأن الحقيقة المضرّة لا تفيد والتضليل المفيد جارٍ.

0 تعليق

التعليقات