على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

قد لا تذكرون هذا المواطن الأميركي مع أنّه حظي لفترة وجيزة بتغطية عالميّة. اسمه سبنسر رابون، وفي عام 2016 وأثناء تخرّجه من الكليّة العسكريّة المعروفة في «وست بوينت»، كشف عن قميص تحت سترته العسكريّة وعليه صورة غيفارا. ثم قلبَ قبّعته أمام الملأ والكاميرات وكان قد كتب عليها «الشيوعيّة ستنتصر» ــــ ثم نشر ذلك على مواقع التواصل. قامت القيامة هنا. وحفلة تخرّج «وست بوينت» حدث مهم في هذه البلاد وحركة سبنسر أثارت الكثير من الاحتجاج وصدرت تنديدات عن أعضاء في الكونغرس وهو تلقّى تهديدات بالقتل. الطريف أنّ صحف الجيش الأميركي والبنتاغون أصرّت على أنّ سبنسر «نشر عبارة بذيئة». إعلان انتصار الشيوعيّة هو البذاءة؟ حارَ الجيش الأميركي في أمره لكنّه خرج من السلك العسكري بعد الحادثة («واشنطن بوست» تقول إنّ الجيش طرده). سبنسر بدأ حياته متطوّعاً في الجيش الأميركي و«خدَمَ» في أفغانستان حيث شاهد الويلات. يقول إنّه حتى القسّ في الجيش كان يتكلّم بخطاب الحروب الصليبيّة (حسب سبنسر) ومرّة قال للجنود: «نحن نُنزِل الغضب الإلهي عليهم». تعرّف سبنسر إلى كتابات جذريّة عندما التحق بكليّة «وست بوينت». غاب سبنسر عن الإعلام، لكنّنا نتراسل وهو الآن أنهى السنة الثانية من برنامج الدكتوراه في التاريخ العربي في جامعة تكساس. وهو تعلّم العربيّة وقد نال للتوّ منحة لدراسة العربيّة في عمّان. والذي عمّق اهتمام سبنسر بالعالم العربي وقضاياه هو ميشال عفلق. عفلق الذي لا يذكره جيل جديد من العرب ألهمَ هذا الأميركي الأبيض. يقول سبنسر لي: «إنّ اكتشافي لعفلق هو الذي وسّع أفقي ــــ حول الثورة الذاتيّة (كتب لي العبارة بالعربيّة «الانقلاب النفسي») وتحقيق الذات والمشي في مسار السلام». سألتُه عن توجيهه رسالة إلى العرب فقال: «المهم هو أنّني لا أزال أرى أنّه بالإمكان تعلّم القضيّة العربيّة لإنجاز توحيد شامل في الأمة والروح. إنّ دراستي لأشخاص لامعين مثل عفلق نمّت قدراتي كباحث وكمثقّف». ويقول عن الغربيّين الذين يدرسون العرب إنّ عليهم دراسة العالم العربي بخصوصيّاته، وإنّ على الغربيّين معرفة أنّهم في بلادنا ضيوف أوّلاً وأخيراً.

0 تعليق

التعليقات