على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هناك حملة تطهير واسعة تجري في أوكرانيا. اعتقالات وصرف بالمئات واتهامات بالخيانة بالجملة. الصحافة في الغرب تغطّي بتعاطف، طبعاً. التطهير ضرورة من ضرورات الأمن ويبدو أنّ إخباريّات وتجسّساً من قبل أجهزة المخابرات الأميركيّة كانت العامل الأساس في حملات زيلينسكي. إنّهم خونة والعقوبة ضرورة من الضرورات. أتذكّر كيف أنّ الصحافة الغربيّة تغطّي أي اعتقال أو ملاحقة لجواسيس، إن في إيران أو أي دولة غير مرضيّ عنها أميركيّاً. لا نزال نقرأ استفظاعات واستهجانات عن اعتقالات لخونة في عهد ستالين أو أي من الأنظمة الشيوعية. الغريب أنّ الممارسات نفسها ـــــ في القمع أو الملاحقة أو التطهير ــــ تحظى بالتعاطف عندما تقوم بها أنظمة موالية للغرب، وهي خرق لحقوق الإنسان عندما تقوم بها أنظمة معارضة لحكومات الغرب. كلّ مُتهم بالتجسّس في إيران يصبح معارضاً يجب التعاطف معه، وكل مُتهم بالتجسّس في إسرائيل هو إرهابي. يساعدنا هذه الأيام أنّ حكومات الغرب تفلّتت من عقالها وباتت مفضوحة في ضخّ البروباغندا الرديئة لها. لا أبالغ عندما أقول إنّ بروباغندا حكومات الغرب عن أوكرانيا لا تتفوّق على بروباغندا حزب البعث في بلادنا. هناك قمع للرأي الآخر وهناك حرص على نشر أكاذيب، ويتضح أنّها أكاذيب بعد أيام فقط من نشرها. أخبار في يوم عن انهيار الجيش الروسي وبعد أيام أخبار عن تقدّم للجيش الروسي. لكن الرئيس الأوكراني يقرأ يومياً من بيانات تُعدّ له في شركات علاقات عامّة أميركيّة يدفع ثمنها المواطن دافع الضرائب ــــ تماماً كما أنّ خطب 14 آذار كانت تُعدّ في واشنطن من قبل شركات علاقات عامّة أميركية تموّلها عقود حكومية أميركيّة: نذكر تلك الثمار: «ثورة الأرز» و«حصريّة السلاح» و«ماكس فيبر لا يقبل بسلاح المقاومة»، إلخ. والـ «نيويورك تايمز» التي تستفظع وتصرخ «يا للهول» عندما يُلاحق جواسيس يعملون لصالح إسرائيل والغرب، تضيف على مزاعم زيلينسكي، فتقول: جواسيس روس يغزون الكنائس وأجهزة المخابرات والحكومة في أوكرانيا. صحف الغرب ستطالب بنصب المشانق (أوتعلمون أنّ عدد العاملين في المخابرات الأوكرانية يزيد بأضعاف عن عدد العاملين في المخابرات البريطانية الخارجية؟).

  • لا قرار بمعالجة الأزمة المالية... القادم ليس أفضل

0 تعليق

التعليقات