على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

مصطفى علّوش يتذكّر وليته نسيَ. هو يتذكّر على صفحات مطبوعة يمينيّة رجعيّة معادية لفلسطين. يؤكد للصحيفة الملتصقة بالطائفيّة المسيحيّة أنّه كان واعياً لـ «الحضور المسيحي». كان يحضر ساعات التعليم الديني المسيحي وحفظ الإنجيل (كلّه، يا مصطفى؟) وصار مطّلعاً على الثقافات الدينيّة «أكثر من بعض رجال الدين». وماذا كنتَ تفعل في الجبهة الشعبيّة؟ لماذا لم تنضمّ إلى الجبهة الدينيّة لتحرير فلسطين والإنسان؟ يقول إنّه تدرّب على خطف الطائرات. هذا غير صحيح. لم يكن هناك تدريب على خطف الطائرات بالجملة. كان حدّاد يخطّط لعمليّة ثم يستدعي عناصر للقيام بها. «مش خطف طائرات «على أبو جنب». يقول إنّه تعرّف على وديع حدّاد بالصدفة (يذكرني ذلك بالصحافي كريستوفر هيتشنز الذي زعم أنّه التقى بأبي نضال في مقهى في بغداد). وينسب لحدّاد أقوال تجعله عضو شرف في 14 آذار. وعلى طريقة العرّافة، تنبّأ له حدّاد بكل ما جرى مذاك، بما فيه صعود فارس سعيد في حركة مقاومة الاحتلال الإيراني للبنان والحملة الشنيعة ضد القاضي بيطار. ويقول عن تجربته: «بقيت في الجبهة ولكن لجأتُ إلى حزب البعث العراقي» لأنّه «الأقل زعرنة». أقل زعرنة من الجبهة الشعبيّة التي كانت وحيدة في التشديد على الانضباط والمسلك الثوري؟ صحيح أنّ حزب البعث كان سخياً أكثر من باقي الأحزاب، لكن كيف تنتقل من حزب ماركسي لينيني إلى حزب قومي عربي بهذه السلاسة؟ حاول أن يخرق حصار تل الزعتر قبل أن يبلغ العشرين من العمر. لا يدري بوجود قوّات انعزالية تقتل وتذبح في المخيم، لا يذكر من المجزرة إلّا القوّات السورية. ما علينا، هذه متطلّبات مصالحة السهل والجبل. الغريب أنّ الثوري علّوش الذي انضوى في صفوف الجبهة (أو الحزب، لم نعد ندري) نبذ العنف بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان. ولو يا مصطفى؟ لماذا لم تتريّث قبل أن تنبذ العنف؟ كأن يقول فرنسي إنّه نبذ العنف بعد أن وقعت فرنسا تحت الاحتلال النازي. لماذا لم تنتظر تحرير بلدك قبل نبذ العنف؟ يقول إنّ التنظيمات غسلت عقولاً. عليكَ بالبرسيل.

0 تعليق

التعليقات