على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

عويصة مشكلة الحزب والتيّار. وإعلام آل سعود يشمت بالصراع ويتمنّى تأجيجه وانفجاره. لكنّ «التيّار» (بصرف النظر عن رأيك بسياساته، وهي غير إيجابيّة عندي) ثبتَ على تأييده للمقاومة في أحلك الظروف. حتى عندما نطقَ جبران باسيل بالمُنكَر عن عدم كنّه لعقيدة عداء ضد إسرائيل، فإنه كان يقول إن «التيّار» ثابت في موقفه السياسي بالرغم من عدم وجود عقيدة ضد إسرائيل. والموقف الصريح (والشنيع) دلّلَ على عمق التحالف. التحالف جاء بمنافع تبادليّة بين الطرفيْن، لكن يجوز حسبان المنافع بالميزان اللبناني (مناصب، وظائف، مواقع وحصص). وفي هذا الحسبان، يأتي «التيّار» في المقدّمة، خصوصاً أنّه نال أعلى منصب في الدولة بجهود الحليف، لا بجهود حلف الإخوة الظرفي الذي ما صمدَ. الحزب طبعاً نالَ تأييداً ومشروعيّة من «التيّار» عندما كان الأخير يمثّل نحو 70% من الرأي العام المسيحي الناخب (تدنّت النسبة إلى نحو 20%). المشكلة الكبرى بينهما أن الحزب يولّي حليفه الطائفي الشيعي على أي حلف آخر مع أنّ العلاقة (على مستوى القيادة وحتى على مستوى القاعدة) بين الحزب و«التيّار» كانت أقوى من العلاقة بين الحزب وأي طرف آخر. الحزب يخشى ويخاف من انفراط العقد بينه وبين «أمل» لكنه ضحّى بالعلاقة مع «التيّار» لإرضاء الحليف الشيعي الذي ضربَ تحالف الحزب و«التيّار» من خلال تفشيل كل مشاريع العهد، هذا من دون الثقة بأن العهد كان جاداً في الإصلاح والتغيير. الحزب لا يستطيع تولية «التيّار» على باقي حلفائه فيما «التيار» واظب على تولية الحزب على كل حلفائه الآخرين. والحزب أكثر سريّة في حساباته من «التيّار». اتفاق مار مخايل بحاجة إلى إعادة نظر: إما لتعديله أو لرميه، لكن فك التحالف سيعود بخسارة كبيرة على الطرفيْن، ويفيد أعداء وخصوم الفريقيْن. بعض حلفاء الحزب يتمنّى ويسعى لفكّ التحالف فيما لا يريد خصوم «التيّار» في الطائفة ابتعاد «التيّار» عن الحزب لأن ذلك يعزّز موقعه في الطائفة وفي الإقليم وعند «المجتمع الدولي» (أي حكومات الغرب). كأنّ الحزب يخشى على مشاعر خصمه الجنبلاطي أكثر من حرصه على مشاعر التيّار.

  • ركلات التكفير

0 تعليق

التعليقات