على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أنا أتابع عن كثب قضيّة النائب الأميركي المُنتخب حديثاً، جورج سانتوس. تبيّن بحسب تحقيقات «نيويورك تايمز» وجريدته المحليّة في ولاية نيويورك أنّ الرجل زوّر كلّ تاريخه ومضمون سيرته الذاتيّة.زعم أنّه درس في كليّة «باروخ» التابعة لجامعة مدينة نيويورك وتبيّن أنّه لم ينل شهادة جامعيّة، باعترافه بعدما واجهه الإعلام بنفي من الجامعتَين. زعم أنّه يهودي، بينما هو كاثوليكي (وأفاضَ في مديح إسرائيل كيهودي). زعم أنّه تخرّج من مدرسة ثانويّة نخبويّة وتبيّن أنّه لم يدرس فيها. زعم أنّ أمّه ماتت في 11 أيلول بينما حصل ذلك بعد هذا التاريخ. زعم أنّ أهله هجروا أوكرانيا بسبب اضطهاد اليهود. لم يكن ذلك صحيحاً. زعم أنّه عمل في «سيتي غروب» و«غولدمان سكس» لكن الشركتَين نفيتا ذلك. زعم أنّه يملك 13 عقاراً (أي أنّ تيمور جنبلاط يملك أضعاف عقارات سانتوس)، لكنّه عاد واعترف أنه لا يملك أيّ عقار. زعم أنّ والدته كانت مديرة شركة رائدة، وتبيّن أنّها كانت عاملة منزليّة (ليس في ذلك أي عيب إلا في عقليّة من غيّرَ مهنتها لأنّه يخجل من الحقيقة). زعم أنّ بعض ضحايا إطلاق النار ضدّ الملهى الليلي في أورلاندو كانوا من موظّفيه. زعم أنّه أسّسَ منظّمة خيريّة واختلق لها اسماً على فايسبوك، لكن سجلّات مصلحة الضرائب لم تُظهر أي وجود لها. زعم أنّه مثليّ وتبيّن أنّه كان لسنوات متزوّجاً من امرأة. زعم أنّه تعرّض لهجوم مسلّح لكن الشرطة نفت ذلك. الرجل يواجه بمطالبات بالاستقالة من منصبه، وحتى بعض الجمهوريّين (الذين ينتمي إليهم) يطالبون بإجراء تحقيق من قبل لجنة النزاهة في الكونغرس. هذه ظاهرة عالميّة. المبالغة وتزوير السِيَر. مثل الساسة اللبنانيّين الذين يدفعون آلاف الدولارات لنيل ورقة (غير أكاديميّة) من كليّة كينيدي فقط للزعم بأنّهم نالوا شهادة من «جامعة هارفرد» أو نيل شهادات بالمراسلة. فارس بويز قال قبل أسابيع إنّ والده كان صديقاً حميماً لجون كينيدي وشارل ديغول. جنبلاط قال إنّ جو بايدن صديقه. لماذا لا يكتفي السياسيّون بقول الحقيقة؟ لماذا المبالغات الفظيعة؟

0 تعليق

التعليقات