على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

هو إعلام الإشاعات والأباطيل والخزعبلات والتنجيم المدفوع الأجر، على طريقة ميشال حايك. الإعلام السعودي والإعلام الإسرائيلي يعملان سويّةً بتنسيق كامل. لا حاجة أبداً لانتظار الإفراج عن تسريبات أو وثائق ويكليكسيّة لإثبات ذلك. المؤامرة بادية للعيان. تعمد وسيلة إعلام سعوديّة إلى نشر كذبة مفضوحة ضد أعداء إسرائيل، وتقوم وسيلة إعلام إسرائيليّة بتوزيع الكذبة على وسائل الإعلام العالميّة. لدينا مثال طازج عن عمل جهاز البروباغندا الإسرائيلي-السعودي. أعلن حزب الله، رسميّاً، تأجيل خطاب لنصرالله لسبب صحّي عارض. الحزب هو الذي أعلن السبب، أي لم يحاول إخفاءه. جُنَّ جنون إعلام السعوديّة والإمارات وأتباعهما في لبنان، في الإعلام وعلى المواقع. بدأت الفبركة. قالوا: هو أُصيبَ بجلطة دماغية. بعد يوم أضافوا جلطة ثانية. ثم أضافوا أنّه في العناية المركّزة، وأنه تمَّ استدعاء أطبّاء من إيران. الباحثون التابعون للنظام السعودي (ماليّاً) في مراكز الأبحاث في أميركا نقلوا الخبر وهزجوا. عندها، نقل الإعلام الإسرائيلي الخبر بعناوين مثيرة. عاد النظام السعودي ووزّع الكذبة على نطاق أوسع لكن هذه المرّة ناسباً الخبر إلى الإعلام الإسرائيلي. والخبر في إسرائيل منسوب للإعلام السعودي واللبناني، لأن مواقع لبنانيّة مموَّلة من السعوديّة نقلت الكذبة. أي أنّ نسب الخبر إلى مصادر سعودية ولبنانيّة يعطيه صفة التوكيد. وإعلام الغرب ينقل الكذبة ناسباً إياها إلى مصادر إسرائيلية وعربيّة. لكن ظهرَ نصر الله على الشاشة وتحدّث طويلاً وتبيّن بالملموس أن كل «الأخبار» كانت أخباراً مختلقة. كيف يمكن أن تثق بأي خبر سعودي أو إسرائيلي عن لبنان عندما يكون لدينا هذا المثال الملموس على استسهال إعلام النظام السعودي والإسرائيلي في فبركة أخبار إذا كانت تخدم أجندتهم المشتركة؟ وكل كاتب أو إعلامي لبناني شارك في نقل الكذبة هو عنصر صغير في جهاز بروباغاندا واسع يعمل على مدار الساعة لتجميل صورة إسرائيل وتقبيح صورة كل من يجرؤ على مقاومة إسرائيل أو حتى معاداتها. كان لدينا إعلام في العالم العربي عندما كانت هناك صراعات بين الأنظمة ووسائل إعلام متعارضة. اليوم نحن في عصر الطغيان الإعلامي (والفني) الصهيوني الواحد.

0 تعليق

التعليقات