على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

أتابع كتابات سمير عطالله منذ أن كنت صبياً وكان يكتب في جريدة «النهار». هو عنصر من فريق جنّده غسان تويني في جهاز دعاية يميني يذمّ الشيوعيّة والتقدميّة ويبخّر طغاة الخليج والغرب. طبعاً، تغيّرت وجهة سياسات عطالله بحكم التغيّرات في سياسات الخليج. أذكره مادحاً لصدّام حسين وهاجياً له، كما أذكره هاجياً للسادات وأصبح مادحاً له بعدما قرّر طغاة الخليج أنّ السادات كان صائباً في إذعانه لإسرائيل. وهو يكتب زاوية يوميّة في «الشرق الأوسط»، وترد فيها أخطاء تاريخيّة. كتب في مقالة «حفلة التيس» قبل يوميْن أن الروس أخذوا جمجمة هتلر ولم يعلنوا ذلك إلا قبل أشهر. هذا غير صحيح، طبعاً. عرض الروس في عام 2000 عظمة قالوا إنّها لهتلر لكن فحوصات مخبريّة أثبتت أن العظمة هي لامرأة. لكن ما أثار حنقي قبل أيّام مقالة له بعنوان «أعوام تمضي ولا تموت» وفيها الذمّ المعهود ضد الشيوعيّة. لا يزال ذم الشيوعيّة وذمّ عبد الناصر تجارة رابحة للبنانيّين في عواميد صحف الأمراء والشيوخ. عطالله يواظب في مهمته تلك. يقول عرضاً إنّ ضحايا الشيوعيّة بلغ عددهم ما بين 150 مليوناً و200 مليون بشري. هذا غير صحيح، طبعاً. تعداد ضحايا الشيوعيّة من قبل الرجعية الغربيّة ليس علماً: بدأت عمليّة التضليل بالكتاب الفرنسي «الكتاب الأسود عن الشيوعيّة» وفيه قدّر المؤلّفون عدد ضحايا الشيوعيّة بـ 100 مليون. تنصّل مؤلّفان للكتاب في ما بعد من الرقم وقبلا رقماً يراوح بين 65 و93 مليوناً. لكنّ التعداد باطل لأنّه يحصر ضحايا النازية فقط بـ 25 مليوناً. أي أنّ إحصاء عدد ضحايا النازيّة يحمّل ستالين المسؤولية عن قتل الروس في الحرب العالمية الثانية حيث سقط 20 مليون سوفياتي. سولجنستين الرجعي القروسطي خمّن ضحايا ستالين بـ60 مليوناً، لكن ضحايا حملة التطهير الستاليني لم تقتل ملايين. وضحايا مجاعة أوكرانيا في الثلاثينيّات مثلاً تُحتسب من ضمن ضحايا الشيوعية كما ضحايا الحروب الأهلية في الصين وروسيا مع أنّ الغرب ضالع في كل هذه الحروب الوحشية. سمير عطالله لم يرضَ بالبروباغندا الغربيّة اليمينية فضرب الرقم (غير الصحيح) باثنيْن.

0 تعليق

التعليقات