بعد حصولهم على منحة من «آفاق» ومساهمة إضافية من «مترو المدينة»، دخل أعضاء فرقة «الراحل الكبير» الاستديو منذ شهر ونصف لإصدار أسطوانتهم الأولى. واقترحت إدارة المترو انتشال الفرقة من انقطاعها وعزلتها داخل الجدران وبين معدّات التسجيل ونقلها مجدداً إلى الخشبة في أمسيتين بعنوان «حفلات بين التسجيلات».
«الراحل الكبير» تجربة موسيقية من بين التجارب الجميلة التي انطلقت من «مترو المدينة». تعدّت الطرب إلى السلطنة بنكهة مصرية، فيما كسبت إعجاب جمهور يتابع وينتظر الحفلات، ويملأ المقاعد قبل كل أمسية ويطلب المزيد، قبل أن تضيف الفرقة أمسيات جديدة. ليس إعجاباً بالموسيقى أو شوقاً للطرب والسلطنة فحسب، بل أيضاً لأنّ الفرقة قاربت الواقع المرّ الذي يعيشه البلد والمنطقة منذ سنوات قليلة بسخرية وروح دعابة، تخفّف من وطأة القلق اليومي.
«مولد سيدي البغدادي»، و«تفجّرت»، وma bombe، و«يوم الأربعاء»، و«جنّ الشعبُ»، و«كلّن يعني كلّن»... هذه الأغنيات وغيرها من الأغنيات التي عرّفت الناس على «الراحل الكبير»، ستكون ضمن الألبوم الأوّل، وجميعها من كتابة وألحان خالد صبيح.
عن مرحلة التسجيل، يقول صبيح لـ«الأخبار» إنّ النقاش دار سابقاً حول إذا ما كان تسجيل الاستديو سيخفف من الحميمية والجوّ التفاعلي خلال الأداء الحيّ، مؤكداً على بلوغ تحافظ على هذه الميزة التي يعرفها الجمهور في حفلات الفرقة، من دون أن تلغي التحدّيات أو الصعوبات الذي يفرضها الاستديو: «مهما قلنا إنّنا متمكنون ممّا نعزفه دائماً على الخشبة، يبقى التسجيل شيئاً مختلفاً يفرض إتقاناً عالياً».
ويكشف صبيح عن الاستعانة بفرقة من عازفي الكمنجة والتشيلو، إضافة إلى ضيوف آخرين كسماح أبو المنى في بعض المقطوعات التي أعيد توزيع بعضها مجدداً، لافتاً إلى وجود أغنيتين جديدتين، واحدة عن أوان دفع الحساب، وأخرى عن المثقفين الذين يعيشون في عالم آخر.
«كانت المشكلة في إيجاد كلمات تعبّر عن النمط الموسيقي الذي اخترناه»، يقول صبيح. ويضيف: «لكن بعد أغنية «دونت ميكس»، و«مولد سيدي البغدادي» وغيرهما، اكتشفنا أنّه يمكن التعبير بما يلائم موسيقى «الراحل الكبير»، فالطابع الفكاهي هو المطلوب».
هذه الأعمال الخاصة، الجديدة والمجدّدة، ستقدّم خلال أمسيتي المترو الليلة وفي التاسع من شباط (فبراير) الحالي. سهرتان أوضحت الفرقة على صفحتها الفايسبوكية أنّهما حُددتا «بعد ظهور بعض العوارض النفسية الطفيفة لدى الموسيقيين من النزع البوست تروماتيكي الناتج من تمضية أوقات طويلة بين جدران التسجيل وأجهزة الصوت... وبعد توصية ملحّة من الفريق الطبي النفسي المتابع للفرقة بضرورة عودة أعضائها للاتصال بالعالم الخارجي بأسرع وقت... ورضوخاً للضغط الكبير من «مترو المدينة» المشارك في أعمال الفرقة إنتاجاً وتمويلاً واستغلالاً وسوء معاملة».
لا يزال أمام الأسطوانة وقت في استديو ONE HERTZ، حيث يجري حالياً التسجيل ثم الميكساج لاحقاً مع مهندس الصوت جواد عثمان الذي يرافق الفرقة منذ بداياتها، وبالتالي لن تخرج إلى الجمهور قبل الصيف. أمّا أعضاء الفرقة: نعيم أسمر، ساندي شمعون (غناء)، عماد حشيشو (عود، كورال)، عبد قبيسي (بزق كورال)، علي الحوت (إيقاع) وخالد صبيح (كيبوردز، كورال) فسيأخذون نفساً بين التسجيلات للقاء الناس في «مترو المدينة».

«حفلات بين التسجيلات»: الليلة وفي 9 شباط ــ الساعة العاشرة مساءً ــ «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 76/309363