على بالي

  • 0
  • ض
  • ض

لا تنفكّ وسائل إعلام الخليج تبحث عن كتّاب لبنانيّين للانخراط في مشروع التحريض الطائفي والمذهبي الجاري. وهناك عرض أكثر من الطلب. لكن جريدة «الشرق الأوسط» عثرت على ضالتها في شخص الكاتب اللبناني، أنطوان الدويهي (الذي حلّ ضيفاً أخيراً على برنامج جاد غصن). نستطيع أن نقول إنّ الدويهي تفوّق حتى على الشيعة اللبنانيّين في إعلام الخليج (وهؤلاء يتطرّفون في ذم الشيعة). طلّق الدويهي رسميّاً شيعة لبنان وأقصاهم عن الوطن. اعتبر أنّ هناك دولتيْن في لبنان: واحدة شيعية مُطبقة على الطائفة (وخلافاً لباقي فريق 14 آذار، الذي ينتمي إليه، اعتبر أنّ شيعة 14 آذار غير مؤثّرين «في الواقع»). أما الدولة الأخرى فهي دولة يتعايش فيها المسيحيّون والدروز والسنة. والمفاضلة بين الدولتيْن هي مفاضلة حضاريّة أخلاقيّة، تقع فيها الدولة الشيعية في المنزلة الأدنى. حتى صحيّاً، فإن الشيعة، حسب المقارنة في مقالة الدويهي (بعنوان «لبنان في الفخ التاريخي المطبق»)، مختلفون عن مواطنيهم، ربما لأنهم يتعاملون مع الزكام والأمراض المعويّة بطريقة شيعيّة مستوردة من إيران. طبعاً، الذي درس تاريخ الاستشراق الغربي في التعامل مع المسلمين يتبيّن آثاراً إسلاموفوبيّة غربيّة واضحة في نهج وأسلوب الدويهي. والمرحلة الحالية في تاريخ لبنان، أخرجت الكثير من المكنونات الإسلاموفوبيّة عند فريق عريض من الأحزاب والحركات المسيحية الطائفيّة (من 14 آذار حتى التيار الوطني الحرّ). في سنوات الحرب الأهليّة، كان الانعزاليّون يتحدّثون عن المسلمين بطريقة «كوديّة» فيما أمعنوا في الذبح على الهويّة (الذبح هنا بالمعنى الحرفي، لِمَن لم يعش سنوات الحرب). كان الجميّل وصحبه يزعمون أنّ المسلمين، بسبب محدودية وعيهم، كانوا مخطوفين من المقاومة الفلسطينيّة. وهناك اليوم من يزعم أنّ المسلمين، بالرغم من ذبحهم على الهوية من قبل بشير الجميل، كانوا من دعاة... بشير الجميّل. ليس أمراً هيناً أن يصدر الكلام عن مثقّف لبناني، في صحيفة سعوديّة حيث تسود قيم العلمانية والمدنيّة بأروع صورها، ضد طائفة بحالها. لكن فكرة تطليق الشيعة عن الوطن ليست جديدة، وذكرتني مقالة الدويهي بدعوة إميل إده لترحيل المسلمين إلى مكّة.

0 تعليق

التعليقات