رأى المدير العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيّد أنّ الإرهاب الذي ضرب كنائس في مصر والذي يطال سوريا والعراق واليمن وليبيا منذ سنوات، كما ذلك الإرهاب الذي طاول مؤخراً روسيا والسويد وغيرهما، هو إرهابٌ واحد مهما اختلفت تسمياته، مضيفاً أن من الخطأ القول إن هذا الإرهاب ليس له دين، بل الأصحّ القول إنه ينطلق من عقيدة إسلامية منحرفة، وإنّ له ديناً ولكن ليس له ربّ.
ودان السيّد في هذا المجال «سياسة الخبث والازدواجية التي تعتمدها بعض الدول الغربيّة في الشرق الأوسط بحيث إنّها تدعم هذا الإرهاب وتحتضنه وتغذّيه ضد أعدائها من جهة، فيما تحاربه فقط عندما يتطاول على أمنها وأمن حلفائها ومصالحها من جهة أخرى، ولعلّ أبلغ مثال على تلك الازدواجية ما جرى منذ أيام من قصف صاروخي أميركي للقاعدة الجوية في سوريا، انسجاماً مع مزاعم جبهة النصرة الإرهابية عن استخدام الجيش السوري لأسلحة كيميائية، حتى من دون أن تكلّف تلك الدول نفسها عناء التحقيق في صحّة تلك المزاعم».
وختم السيّد بأنه منذ الغزو الأميركي للعراق في عام ٢٠٠٣، «انخرطت بعض الدول الغربية والعربية في سياسة الكذب والتزوير لتبرير سياساتها العدوانية، فكانت كذبة أسلحة الدمار الشامل حينذاك وسيلة لتدمير العراق، وكان اتهام سوريا زوراً بقتل (الرئيس رفيق) الحريري عام ٢٠٠٥ وسيلة لمصادرة السلطة وتخريب لبنان وتبرير العدوان الاسرائيلي عام ٢٠٠٦، وكانت شعارات الديموقراطية الزائفة عام ٢٠١٠ وسيلة لتدمير وإغراق ليبيا وتونس ومصر وسوريا، وأخيراً لا آخراً استُخْدِمَتْ ذريعة استخدام الأسلحة الكيماوية كوسيلة لإضعاف الطيران السوري ولحماية الإرهاب من الانهزام في سوريا بعد الإنجازات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه. أما الذين رحّبوا في لبنان والعالم العربي فلا غفران لهم لأنهم يَدْرُون ماذا يفعلون...».