أهمّية متابعة الأطفال عبر «أونلاين»، كما يفعل «صنّاع الحياة»، تظهر بوضوح لدى النظر إلى العام الدراسي المحفوف بالمشكلات. فالمعلّمات اللواتي يحاولن «خلق شيء من لا شيء بالبقايا الموجودة في المدارس» يواجهن جملةً من الصعوبات. تقول المعلمة فاطمة عويدات، وهي من الفريق، إن المعلمات «يقاتلن باللحم الحيّ». صحيح أنّ التعليم الرسمي الذي كان تلقينيّاً تطوّر كثيراً ليصير التلميذ فيه هو محور العملية التعليمية، لكن المشكلات هذا العام كثيرة. «المدارس ليست كلّها مجهزة. ونحتاج إلى الحواسيب والإنترنت، وتزيين الصفوف بوسائل محبّبة للأطفال وغيرها، وهو ما يأخذ وقتاً ومالاً إضافيّاً. هذا كلّه على حسابنا الشخصيّ».
«صنّاع الحياة» موضع متابعة من المتخصصين بالصعوبات التعلمية في الدول العربيّة
وتضيف زميلتها إيليان بو غاريوس أنّ المناهج ليست مطابقة تماماً لأعمار الأطفال، خصوصاً في الروضة الأولى والروضة الثانية، «نريد مناهج وبطاقات ملائمة أكثر لأعمار التلامذة، وأن تكون قريبة من حياتهم، لا سيّما إذا كانت المدرسة دامجة، أو كان مستوى الطّفل يختلف عن مستوى زملائه».
وتشكو معلّمات «صنّاع الحياة» من «الظلم» الذي يلحق بمعلّمات الروضات. فـ«كادر» الروضات التعليمي مستقلّ عن الحلقة الأولى على رغم وجود عدد قليل يدرّس هذه الحلقة. «لذا لا يفترض أن نعطي دواماً كاملاً ثمّ تُحسم ساعاتنا بحسب برنامج امتحانات الابتدائي، ولا أن تتوقف دروس الروضات قبل أن نكمل البرنامج عند توقف دروس الابتدائي».
ولا تقف الصعوبات عند هذا الحد، فـ «معلمة الروضة مُحارَبة» بحسب عقيل. وترى أنّ مجلس الخدمة المدنية لا يجب أن يأخذ الكفاءة معياراً وحيداً للتثبيت ودخول الملاك، بل العمل على الأرض والإنجازات. «الأستاذ في الدول العربية يُثبّت بعد 6 شهور، أمّا في لبنان فبعد 25 سنة لا نزال في مكاننا. إذا لم يكن المتعاقد أهلاً، كيف يسمحون له أن يبقى طوال هذا الوقت؟». والمطلوب هو «أن تدرك الدولة أن رياض الأطفال مرحلة مهمة للطّفل وفيها تتكوّن شخصيّته».