خمس حالات وفاة من 1 شباط 2022 إلى 18 شباط 2022. توفي السجين إيلي مسلم في أول أسبوع من شهر شباط 2022 في السجن، بعد ذلك توفي السجين رياض حريراتي في 9 شباط 2022 في المركز الطبي. وفي 11 شباط 2022 توفي السجين إبراهيم طويريج بعد أن نُقل إلى المستشفى. وتسبب مرض السل بوفاة السجين طارق أبو العينين في 14 شباط 2022. أما السجين يوسف الحسن فتوفي في 18 شباط 2022. يشكو السجناء وذووهم من الإهمال الطبي وعدم قدرة إدارة السجن على تأمين الدواء. يدّعون أن ذلك هو السبب الرئيسي الذي أدى إلى وفاة السجناء الخمسة. أما قيادة فرع السجون في وحدة الدرك الاقليمي، فأكدت لـ «القوس» أن أسباب وفاة هؤلاء السجناء في السجون تعود للمشاكل الصحية التي كانوا يعانون منها، وليس بسبب أي تقصير من قبل إدارة السجون. فالمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي تواجه «تحديات صعبة» في تأمين حاجات ضباطها وعناصرها ومراكزها الطبية.
وتتحدث جمعيات عاملة في السجون لـ «القوس» عن صعوبات في عملية زيارة الأطباء للسجون لمعاينة السجناء المرضى. ولا شك ان تراجع تأمين العديد من الأدوية يفاقم المشاكل ويؤدي الى تدهور الوضع الصحي للسجناء المرضى ومدمني المخدرات الذين يخضعون للعلاج.
على أي حال، فُتح تحقيق قضائي لتحديد أسباب وفاة السجناء، ووضعت تقارير الطب الشرعي لكل منها. وقد يطلب القضاء التوسّع في التحقيق لتحديد الأسباب الطبية الدقيقة للوفاة، وعلى المحققين القضائيين تحديد ما إذا كان سبب الوفاة يتعلق بتقصير جنائي، أم بظروف قاهرة من دون أي نوايا جنائية أو تقصير مقصود. ويفترض أن يبقى التحقيق سرّياً لحين ختمه بعد جمع كامل المعطيات وتحليلها.

القانون يداوي
تناول مرسوم تنظيم السجون (المرسوم رقم 14310/49) حقوق السجناء بنقلهم بأمر من قائد السجن بناء على رأي الطبيب إلى "حبس المستشفى" (غير المتوفر حالياً)، وعليه أن يتخذ جميع التدابير اللازمة للمحافظة عليهم (مادة 20). كما ورد في المرسوم الحق بزيارة طبية حيث ينبغي على الأطباء أن يزوروا السجن ثلاث مرات على الأقل في الاسبوع، ويجروا فيه تفتيشاً صحياً شاملاً، وأن يتخذوا جميع التدابير الواقية من الامراض الوبائية، وأن يعتنوا بأمر المرضى ويزوروهم كلما دعت الحاجة إلى ذلك. ويُستشارون في الأمور الصحية وخواص المأكولات التي يقدمها المتعهدون، التي تباع في الحانوت، وعليهم أن يدونوا كل ملاحظاتهم (مادة 53).
ينبغي على الأطباء أن يزوروا السجن ثلاث مرات على الأقل في الإسبوع، ويجروا فيه تفتيشاً صحياً شاملاً


أما بالنسبة للمعايير الدولية، فقد نصت قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء (قواعد نيلسون مانديلا) على مسؤولية الدولة في توفير الرعاية الصحية للسـجناء. ويفترض أن يحصل السجناء على نفس مستوى الرعاية الصحية المتاح في المجتمع، كما يفترض أن يكون لهم الحق في الحصول على الخدمات الصحية الضرورية مجاناً، من دون تمييز على أساس وضعهم القانوني. ولا بد ان تنظم الخدمات الصحية في السجون مـن خـلال علاقـة وثيقـة بالإدارة العامـة للصحة العمومية وبطريقة تضمن استمرارية العلاج والرعاية، بمـا في ذلـك مـا يخـص فـيروس نقص المناعة البشرية والسل والأمراض المعدية الأخرى (قاعدة 24 فقرة 1 و2).




دواء السلّ بـ 300 ألف ليرة


مرض السل نوعان: السل الكامن أو السل غير النشط، أي الذي لا تظهر عوارضه على حامله ولا يسبب عدوى من خلال الرذاذ والنفس.
من بين الأدوية المعتمدة لمعالجة مرض السل الـ "ISONIAZID" و"RIFAMPIN"، بحسب أحد الأطباء المختصين ويمكن تأمين هذه الادوية عبر وزارة الصحة. كلفة العلبة الواحدة (تحتوي على 100 حبة) حوالي 300 ألف ليرة لبنانية بحسب وزارة الصحة.
قد تمتد فترة العلاج من شهرين إلى سنة، وقد يؤدي التوقف عن العلاج بعد فترة قصيرة إلى تفوّق البكتيريا على الدواء ما يزيد خطورة داء السل وصعوبة علاجه. فعزل المريض وتأمين العلاج من دون انقطاع هو الحل الانسب لمعالجة السل. لكن كيف يمكن تأمين العلاج المتواصل في ظل عدم توفر الأدوية وتجنب العدوى في سجون مكتظة؟


روايات خلف القضبان | تقطيب الفم


في وقفة تضامنية مع المبنى «باء» حيث السجناء المضربون عن الطعام والماء والدواء، قام بعض السجناء في مبنى «الأحداث» في سجن رومية بتقطيب شفاههم مطالبين بالعفو العام نظراً لتفاقم الأوضاع الصحية في السجون وعدم القدرة على تأمين الدواء والاستشفاء.