وكان لافتاً، في اليومين الماضيين، اتصال البخاري بالسنيورة لتهنئته بحلول شهر رمضان، فيما علمت «الأخبار» أن رئيس الحكومة السابق كان قد تلقّى قبل ذلك اتصالاً مماثلاً من رئيس المخابرات السعودية خالد الحميدان. أوساط بيروتية أكّدت أن «الموقف السعودي من الانتخابات لا يزال في إطار النأي بالنفس»، وأن «ما سمعه السنيورة من البخاري تكرار للرسالة التي سمعها في باريس من أحد المسؤولين الأمنيين السعوديين بأن الرياض غير معنية ولا تدعم أحداً». وشدّد هؤلاء على أن «اتصال البخاري لا يحمل أي دعم حقيقي يمكن ترجمته»، لافتين إلى أن «السنيورة الذي يشتكي من قلة الموارد المالية لدعم معركته الانتخابية كان يراهن على أن يحمل السفير معه المال السياسي الى بيروت، إلا أن ذلك لم يتحقق». أوساط السنيورة روّجت بأن «الانفتاح» السعودي عليه هو تعبير عن دعم لحراكه الانتخابي، وأشارت إلى أن الرياض «قررت صرف مساعدات مالية، ولكن في إطار إنساني وعبر دار الفتوى وتجمعات أهلية وسياسية لها صلة بحركته الانتخابية». ويجري الحديث في بيروت عن رصد السعودية عشرة ملايين دولار لإنفاقها في العاصمة في الفترة الفاصلة عن الانتخابات النيابية، قد يكون السنيورة أكثر المستفيدين منها.
رصدت السعودية عشرة ملايين دولار لإنفاقها في العاصمة في الفترة الفاصلة عن الانتخابات
في غضون ذلك، تابع رئيس الحكومة السابق اتصالاته لتوفير مناخ داعم في بيروت ومناطق أخرى، فالتقى مجدداً المفتي عبد اللطيف دريان وأكد أمامه ضرورة عدم خروج مواقف من دار الفتوى معارضة لقرار المقاطعة الصادر عن الحريري. كما التقى قيادات دينية وأهلية وسياسية عملت مع الحريري الأب ومع الحريري الابن، وأكّد أمامها أن ما يقوم به «يستهدف عدم ترك الساحة خالية»، مشدداً على أنه لا يقود مشروعاً ضد سعد الحريري، وأنه «متوافق مع السعودية على عدم ترك الشارع من دون قيادة». ولفت إلى أن اللائحة التي شكّلها في بيروت واللوائح التي يدعمها في مناطق أخرى، تعبر عن موقف رافض لـ«هيمنة حزب الله»، داعياً إلى «عدم السير خلف مرشحين يسترضون حزب الله فعلياً ولو قالوا كلاماً مخالفاً له في العلن»، في إشارة إلى النائب فؤاد مخزومي ورئيس نادي الأنصار نبيل بدر.