لم يفاجئ خبر الإعلان عن أربع إصابات بالكوليرا في عرسال، مساء أمس، أحداً من أبناء المنطقة الذين كانوا يراقبون 41 حالة مشكوكاً بها. كما لن يفاجئ الإعلان المتوقع اليوم عن ارتفاع الإصابات في عكار إلى ما يتجاوز الستين أحداً أيضاً. العين على القرى والبلدات التي ستتساقط تباعاً، في نتيجة متوقعة للانهيار الحاصل في لبنان منذ ثلاث سنوات. انهيار اقتصادي وفساد متراكم حرما المناطق النائية من بنية تحتية ملائمة، كما حرمت المنظمات الدولية النازحين السوريين من أبسط مقومات العيش وكادت قبل أيام توقف عنهم حتى المياه النظيفة. القرى المجاورة لعرسال، مثل الفاكهة والعين وراس بعلبك ترفع اليوم الصوت خوفاً من مواجهة مصير مماثل مع أولى الأمطار، بما أنّها قريبة من الحفرتين اللتين تتجمّع فيهما مياه الصرف الصحي لمخيمات عرسال. أما في عكار والضنية، فقد ارتفع صوت البلديات واتحاداتها ضد فساد المنظمات الدولية وجمعياتها الصديقة. جولة وزير الصحة إلى الشمال أول من أمس، شهدت على كلام صريح عن افتقار إلى أبسط الإمكانات: سواء لمعالجة تلوّث المياه، أو حتى لفحصها، عدا عن العجز عن جمع النفايات في ظلّ حرمان البلديات من مخصصاتها، وتوقف العديد من المشاريع التي كان يمكن أن تنهض بها