ليل أمس، وصل إلى بيروت الوسيط الأميركي في ملف الحدود البحرية عاموس هوكشتين. ولكن، هذه المرة، بصفة جديدة هي «المنسق الرئاسي الخاص». وهو سيمضي أقل من 24 ساعة بدأها مساء أمس بلقاء مع نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، على أن يزور اليوم الرؤساء الثلاثة قبل أن ينتقل بعد الظهر إلى الناقورة، حيث يجري تسليم الرسائل الموقعة من لبنان وكيان الاحتلال، قبل أن ينتقل إلى تل أبيب لعقد اجتماع مع رئيس وزراء العدو يائير لابيد.وكما كان لبنان يسير بين النقاط حتى اللحظات الأخيرة في المفاوضات التي أنتجت مضمون التفاهم البحري، كان ليل أمس يشهد مفاوضات إضافية تخللها بعض التعقيد حول طريقة الإعلان عن التفاهم. ولمزيد من الشرح، كانت الاتصالات الجارية منذ يومين، تركز على الجانب الشكلي، وعن تفاصيل ما سيحصل في الناقورة اليوم. مع كمية من التفاصيل الضرورية بالنسبة للبنان للتأكيد بأن ما يجري لا يعدو كونه لقاء لتبادل الرسائل مع الوسيط الأميركي والأمم المتحدة، وليس فيه أي نوع من التطبيع، وليست له تتمة مع العدو.
اجتماعات ليل أمس هي الحاسمة، وسيعلن صباح اليوم على أساسها أسماء أعضاء الوفد اللبناني الذي سيتوجه إلى الناقورة. وهو وفد جرت اتصالات كثيرة لجعله لا يتخذ الطابع السياسي كما يرغب العدو عادة. ومع أن هوكشتين نفسه، كان أعرب في وقت سابق عن اعتقاده بأن لا حاجة للقاء الناقورة إذا كان لبنان يرفض اجتماعاً مشتركاً، إلا أنه بعد إصرار الرئيس نبيه بري على حصول اللقاء لتثبيت إطار الاتفاق، عاد ليدرس إمكانية الاستفادة من اللقاء لقليل من الاستثمار السياسي والإعلامي، وهو الأمر نفسه الذي يهتم به رئيس وزراء العدو الذي يقول صراحة إنه يريد استخدام لقاء الناقورة إعلامياً ضمن حملته قبل أيام من موعد الانتخابات في إسرائيل.
لذلك، عرض رئيس حكومة العدو تكليف مستشار الأمن القومي إيال حالوتا على رأس وفد وزاري - عسكري، وحاول هوكشتين رفع مستوى التمثيل السياسي من الجانبين، مشيراً إلى أنه سيكون موجوداً بصفته موفداً رئاسياً أميركياً. وألمح إلى ضرورة أن يرفع لبنان مستوى تمثيله، وجرت الإشارة مراراً إلى ضرورة اختيار شخص ذي صفة سياسية لكن الجواب كان سلبياً. ولكن، لأن لقاء الناقورة يتطلب وجود شخصية مدنية إلى جانب الشخصية العسكرية، اتجهت الأمور إلى تكليف منسق عام الحكومة لدى قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) العميد منير شحادة حضور اللقاء إلى جانب آخرين، يرجح أن يكون بينهما أحد المدراء العامين في الدولة وربما ممثل عن وزارة الخارجية، لأسباب تتعلق بمسار الخطوات المفترض إنجازها في الناقورة بعد ظهر اليوم.
وبحسب البرنامج المفترض، فإن هوكشتين سيصل إلى الناقورة ومعه مساعدون بينهم السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا، كما ستحضر ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في لبنان الديبلوماسية البولندية يوانا فرونتسكا بعد تلقيها أول من أمس رسالة تفويض من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة. وإلى جانب الوفد اللبناني المفترض أن يقتصر على ثلاثة أشخاص فإن إسرائيل سترسل وفداً كبيراً يصل عدده إلى سبعة على الأقل، برئاسة مندوبة عن رئيس الحكومة تعمل في مكتب مستشار الأمن القومي إلى جانب مدراء من وزارة الطاقة وضباط من جيش الاحتلال.
وسيجري ترتيب اللقاء في الخيمة التي تجتمع فيها عادة اللجنة الثلاثية اللبنانية – الإسرائيلية – الأممية، ويلقي هوكشتين خطاباً شاكراً البلدين على جهودهما، بعد أن يسلم صباحاً الرئيس عون الرسالة الأميركية التي تتضمن بنود التفاهم، يقوم عون بالرد إيجاباً عليها، مع توقيع رئيس الوفد اللبناني الذي سيسلم الرد في الناقورة إلى هوكشتين، على أن يسلم موفد وزارة الخارجية نسخة عن الإحداثيات الخاصة بالمناطق البحرية والاقتصادية لإيداعها في الأمم المتحدة.
وبحسب الإجراءات المتفق عليها، فإن اللقاء لن يكون مفتوحاً أمام وسائل الإعلام، وسيسمح فقط لمصور فوتوغرافي بالتقاط صورة لرئيس الوفد اللبناني وهو يسلم الأوراق إلى هوكشين ومنسقة الأمم المتحدة وأخرى لرئيس الوفد الإسرائيلي، على أن ينتهي اللقاء من دون أي تواصل مباشر بين الجانبين.


كلمة لنصرالله اليوم
يلقي الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة الرابعة عصر اليوم في افتتاح معرض «أرضي»، في «مجمع سيد الشهداء» في الضاحية الجنوبية، سيشكّل ملفّ الترسيم محورها الرئيسي، ويتطرق فيها إلى آخر المستجدات السياسية لا سيما في ما يتعلق بالحكومة وانتخابات رئاسة الجمهورية.