خطوة بلدية كفرشوبا بفتح طريق بمحاذاة «خط الانسحاب» لم تأت رداً على بناء إسرائيل جداراً في المنطقة في جنح الظلام فحسب، بل هي حلقة من مسلسل مُتوَقَّع، طويل وممتد، من الخطوات المتراكمة التي تهدف، على ما يبدو، إلى خلق واقع جديد في القطاع الشرقي من جنوب لبنان، تُلغى فيه «الاعتبارات» التقليدية التي حكمت الواقع الميداني هناك، خصوصاً لناحية حقيقة الموقف من «الحدود الوهمية» التي كانت قائمة، بصرف النظر عما إذا كانت «خطاً أزرق» أم «خط انسحاب»، وبشكل أخصّ في مناطق يعتبرها الجيش والشعب والمقاومة أراضيَ لبنانية محتلة.
خطوة بلدية كفرشوبا حلقة من مسلسل مُتوَقَّع طويل وممتدّ
وقد تكون خطوة استحداث الطريق في كفرشوبا رمزية قياساً بالتحديات المفروضة على كلا الطرفين، اللبناني والإسرائيلي، انطلاقاً من حجم المتغيّرات الآخذة في التبلور على الحدود مع فلسطين المحتلة، وتحديداً في المسرح الممتد بين الغجر ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا. وهذا ما تنبئ به بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية التي توقّفت ملياً عند خيمة مزارع بسطرة، وعند المقطع المصوّر الذي بثّه الإعلام الحربي التابع للمقاومة ويحاكي اقتحام موقع عسكري إسرائيلي وتدميره، وكذلك عند المقطع المصوّر الذي نشره مراسل قناة «المنار» في جنوب لبنان الزميل علي شعيب، ومدّته 27 ثانية، ويظهر فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، برفقة قائد المنطقة الشمالية وقائد فرقة الجليل وقائد اللواء الشرقي، عند موقع العبّاد المتاخم لبلدة حولا الجنوبية.
«كان من الممكن أن تكون هذه ضربة افتتاحية قاتلة للغاية»، قال نوعم أمير، مراسل القناة 14 تعليقاً على المقطع الذي ظهر فيه قادة جيش العدو مكشوفين على نحو «لو كان يقابلهم قنّاص من حزب الله، لكان من الممكن أن ينتهي الأمر بكارثة»، على حدّ وصف أحد التعليقات العبرية. وهذا سيناريو مثالي لحادث غير اعتيادي قد يقلب المشهد برمّته.