مع استمرار توقف معمل الكفور، الذي أنشئ لمعالجة نفايات قضاء النبطية، اتجهت بعض البلدات لحلول محلية. اتحاد بلديات إقليم التفاح قرر إنشاء معمل خاص مع بلدات جبل الريحان المجاورة. ومن بين بلداته الـ 21، المعروفة بأحراجها ووفرة مياهها، اختار الاتحاد جباع الحلاوة، قبلة الاصطياف جنوباً والتي يصل ارتفاعها إلى أكثر من 1500 متر.المعمل لا يزال مشروعاً على الورق، لكنه حظي بموافقة اتحاد البلديات وبتمويل شبه كامل من الاتحاد الأوروبي. واستباقاً لبدء إنشائه، تشكّلت حملة اعتراضية في جباع ضد إنشاء المشروع في نطاق البلدة، مستحضرة تجارب مماثلة بدأت معامل معالجة وانتهت مكبّات.
رئيس بلدية جباع - عين بوسوار، أحمد غملوش، أبرز المعترضين. وقال لـ«الأخبار» إن الاتحاد خالف الأعراف بإقراره إنشاء معمل في جباع، من دون أن يحظى بموافقة بلديتها، صاحبة السلطة ضمن نطاقها العقاري، و«لم يضعنا في تفاصيل إنشاء المعمل أو آلية عمله. كما فوجئنا بأنه سيشيّد على عقار مصنّف محميّة ولا يمكن تغيير تصنيفه إلى عقار صناعي».
إشكالية العقار ليست العثرة الوحيدة، إنما تمويله أيضاً. الاتحاد الأوروبي سيؤمن أربعة ملايين دولار من أصل الملايين الخمسة المرصودة لإنشائه، «وهذا ما قد يأخذنا إلى تجربة جديدة ستفشل قبل أن تبدأ لعدم القدرة على إكمال المشروع وعدم وجود خطة بعيدة الأمد توضح طبيعة عمل المعمل وكيفية تأمين كلفة صيانته. وعليه، سنكون أمام تجربة مستنسخة من معمل الكفور الذي أصبح مكباً يؤذي البلدات المجاورة له».
وتنتشر شائعات حول شبهات تحيط بالمشروع، من بينها ما يتبنّاه غملوش نفسه، إذ يشير إلى أن «رئيس الاتحاد مصرٌّ على إقامة المشروع على هذا العقار بالذات، رغم وجود عقارات أخرى مناسبة ومصنفة صناعية، ملمّحاً إلى «اتفاق بين الاتحاد ومالك العقار لتحويله إلى كسارة، تكراراً لتجربة سابقة عندما جُرف جبل لإقامة أكاديمية رياضية لم تر النور منذ ست سنوات».
وقال أحد أركان الحملة الاعتراضية، المحامي بلال رعد، إن جباع «بلدة اصطياف لا يناسبها مرور شاحنات نفايات من 21 بلدة فيها بشكل يومي، فضلاً عن أن العقار الذي اختير يقع على ضفة نهر السكسكة». ولفت إلى أن فعاليات البلدة زارت رئاسة الاتحاد لإبلاغها رفض المشروع.
رئيس اتحاد بلديات إقليم التفاح، بلال شحادة، قال لـ«الأخبار» إنّ «العقار المرشّح لإنشاء مركز لمعالجة النفايات لا يزال اقتراحاً ريثما تأتي الموافقة من الجهات المعنية». وأشار إلى أن «كل ما يشاع عن وجود نية لإنشاء كسارة هو محض افتراء». وأكد أن المعمل «لن يعكر صفو الاصطياف في بلدة جباع لأنّ هناك ممرات لشاحنات النفايات خارج البلدة». وقال إن نهر السكسكة تحوّل مجرى للصرف الصحي منذ فترة طويلة». وطمأن إلى «أننا قبل أن نقرَّ المشروع، قمنا بتأمين كلفة تشغيل المعمل وصيانته كي لا نقع في أزمة بعد إنشائه. وفي حال فشل المشروع، سيتم إقفال المعمل ولن نحوّله إلى مكب»!