شهدت منطقة الشياح إطلاق نار على مركز غير شرعي للمراهنات، اتّخذه بعض المراهقين القُصّر مكاناً لهم، بعد اكتشاف إحدى الأمّهات أن ابنها سرق منها ليشتري حساباً من المركز نفسه ليراهن «أونلاين». هذا ما تداولته وسائل إعلامية عدة في منتصف شهر تموز المنصرم، مع استنكار شامل لأهالي المنطقة وللمعنيين، لكن من دون معالجة فعّالة حتى اليوم. من لعبة «ورق الشدّة» داخل أحد المقاهي، أو من رهانٍ على مباريات كرة القدم. هكذا يبدأ الكثير من الشبّان طريق الإدمان. يأخذهم فضولهم للتعرف إلى خفايا هذا العالم، وتُغريهم فكرة الربح السهل والسريع ثم تتوالى الخسائر. فينغمسون في جحيم القمار. لكن، كيف يمكن لهذه المنطقة أو غيرها من المناطق، التي تعدّ بيئة محافظة، أن تنتشر فيها وبكثرة مثل تلك الآفة؟في محاولة للإجابة عن هذا السؤال، تستعرض هذه المقالة الآثار النفسية والاجتماعية لإدمان القمار، «الإدمان السلوكي»، وتسلط الضوء على طرق العلاج والوقاية منه

قرر جاد ورامي الذهاب إلى كازينو لبنان عند بلوغهم الواحدة والعشرين. كان ارتياد الكازينو بالنسبة لهما بوابة الدخول إلى «عالم الرجولة». عالمٌ ظَنَّا أنه سيعزز ثقتهما بنفسهما ويبني لهما شخصية الـ«جغل». فور دخولهما قسم «شوفيرية التاكسي»، القسم الذي يشتهر بارتياده بعض سائقي السيارات العمومية، وهو عبارة عن غرفة مليئة بماكينات الشَقْبِيّة «Slot machines»، وطاولات القمار الإلكترونية (الروليت)، ويصدر منها ضجيج ممزوج بالبكاء. دُهش الشابان عند رؤية امرأة تركل إحدى الماكينات لخسارتها كل أموالها، بعد أن اتّضح أنها كانت معلّمتهما في المدرسة. لم تتردد بالتوجه نحوهما حين أدركت بدورها أنهما من طلابها السابقين وقالت: «أنا معلمتكم شو نسيتوا؟ معكم 500 ألف ليرة. دخيلكم ساعدوني». لم يحالفها الحظ في تلك الليلة، فتوسّلت إليهما إقراضها الأموال لتعويض خسارتها. شعورٌ بالخوف والارتباك طاول جاد ورامي بعد مشاهدة «مثلهم الأعلى» في موقف لا تحسد عليه.
مريم، أم لولدين، وجدت في حقيبة ابنها الأصغر عماد ورقة مراهنات لمباريات كرة القدم. تمنت لو أنها ورقة رسوبه في المدرسة لكانت «أرحم بـ100 مرة». تروي كيف واجهت ابنها: «معك دقيقة لتقلي شو عم تعمل هالورقة معك، عم تراهن؟ إشبك شي براسك؟». أجابها حينها بصوت مرتجف: «والله مش قمار، هيدي مثل اللوتو، كنا عم نتسلى أنا ورفيقي. ما تقولي شي لبابا والله ما عم قامر».
حالات كثيرة كان ولا يزال يعانيها المجتمع اللبناني. فألعاب الميسر والمراهنات على سباق الخيل ومباريات كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية لم تأتِ نتيجة الأزمة الاقتصادية بل كانت موجودة منذ ما قبل عام 2019. ولعل تضاعف هذه الحالات بعد الأزمة جاء نتيجة سهولة الوصول إليها من قبل غالبية الشباب عبر منصات إلكترونية ومكاتب غير شرعية منتشرة في زاوية الشوارع. علماً أن ذلك يعدّ جريمة وفق المادة 633 من قانون العقوبات اللبناني. فكل من تولى محلاً للمقامرة أو نظّم ألعاب مقامرة ممنوعة سواء في محل عام أو مباح للجمهور أو في منزل خاص اتُخذ لهذه الغاية يعاقب بالحبس من ثلاثة أشهر إلى سنتين وبالغرامة من مئتي ألف ليرة إلى مليوني ليرة.

مندوب القمار
عرفت ألعاب الميسر تطوراً ملحوظاً في السنوات الماضية. فلم يعد ارتياد الكازينوهات والنوادي الليليّة الوجهة الوحيدة للمقامرين. يكفي أن تمر بمقهى في إحدى الضواحي لتُلاحظ كثرة المراهنات على أي حدث رياضي، أو أن تحمّل على جهازك الإلكتروني بعض تطبيقات الألعاب كالروليت، والبلاك جاك، والبوكر وغيرها. تحوّل هذا التطور مع الوقت إلى ظاهرة مجتمعية خطيرة بعد وقوع الكثير من المراهقين والشباب في هذا المستنقع ضحايا للإغراءات والإعلانات الجذّابة، وللاستغلال من قبل «مندوبي المقامرة»، الذين شكلوا شبكة لإدارة حسابات اللاعبين. وكانت النتيجة انتشار السرقة والاستدانة بالفائدة، وإدمان المخدرات، وحالات نفسية صعبة. لم تكن جائحة كورونا السبب الوحيد لانتشار «القمار» الإلكتروني بعد إغلاق صالات ألعاب الميسر بسبب الحجر الصحي. إنما يعود ذلك أيضاً إلى الأزمة الاقتصادية التي أفقدت الكثير من الشباب وظائفهم وأموالهم، وأبعدتهم عن استكمال تعليمهم في المدارس والجامعات. فكان البحث عن جني المال بأي وسيلة.

من PUBG إلى Roulette
معظم مستخدمي هذه التطبيقات من الشبّان لا يعترفون بالمقامرة. فهي بالنسبة إليهم مجرد ألعاب للتسلية وتمضية الوقت. لكن تبعاتها، من العزلة الطويلة والانطوائية والخسائر المادية المتتالية، تشكل ضرراً على النفوس كما على المجتمع. إذ دفع تزايد حالات السرقة والابتزاز والاشتباكات المسلحة العشوائية في بعض المناطق بالمسؤولين إلى رفع الصوت عالياً للتوعية حول خطورة هذه الألعاب لما تشكله من حالة إدمان لا تقل خطورة عن إدمان المخدرات.
كان محمد (13 عاماً)، أصغر هؤلاء المدمنين. بدأ رحلته مع القمار بعد بقائه لساعات طويلة بمفرده، في ظل انشغال والديه وعملهما خارج المنزل، بمبلغ خمسين ألف ليرة. ثم انتقل إلى اللعب في النهار بأكمله ببعض الألعاب الإلكترونية مثل «بابجي»، ما دفعه إلى تجربة المزيد من الألعاب التي تنتشر إعلاناتها وتغري المستخدمين بربح مبالغ إضافية. تقول والدة محمد إنها بدأت تلاحظ تغييراً في سلوكه بعد أشهر قليلة «صار كتير عصبي وعدواني، وصار يطلب مصاري زيادة»، إلى أن اكتشفت أنه بدأ يسرق المال من والده. وهنا اتخذا القرار بعلاجه.

التدخّل العلاجي
يُحال الكثيرون من مدمني ألعاب الميسر الإلكتروني إلى معالج مختص بعد تدهور حالتهم النفسية والصحية. بعضهم يأتي مجبراً، والبعض الآخر يدرك خطورة وضعه فيطلب المساعدة من تلقاء نفسه. هذا ما تشرحه لـ«القوس» مسؤولة قسم الإرشاد الاجتماعي في مستشفى الشفاء للطب النفسي نعمت هاشم. إذ تقول إنه لا يمكن الحكم على أحد قبل التأكد من بعض السلوكيات التي تبدأ عادة بالعزلة ثم تخطّي ساعات طويلة في استعمال الهاتف والعصبية وتغيير واضح في السلوك. وعادة ما يترافق معها أعراض أخرى كالاكتئاب والشعور بالذنب وتقلبات مزاجية وأفكار سوداوية مثل الانتحار، مضيفةً: «بعد تشخيص الحالة من قبل طبيب نفسي مختص تبدأ رحلة العلاج داخل المستشفى، ويتضمّن جلسات إرشادية وعلاج سلوكي معرفي». تشرح هاشم أن أغلب المراهقين، أي ما دون سن الرشد، يرفضون فكرة العلاج. فيكون إبعادهم عن استخدام الأجهزة الإلكترونية هو بداية طريق التعافي. أما الشباب الذين تتخطى أعمارهم الثامنة عشرة يكونون أكثر تقبّلاً، لكن عادة ما يصلون إلى المستشفى بعد فقدانهم الأمان النفسي والمجتمعي والمادي. كيوسف مثلاً، الذي وصل إلى مستشفى الشفاء بعدما كاد أن يفقد حياته «خسائر مادية ومشكلات عائلية أدخلته في حالة اكتئاب حاد، حتى راودته فكرة الانتحار، فقرر أن يتعالج».
تقول اختصاصية علم النفس الاجتماعي، إلسي غزال، إن «الإدمان على القمار قد يؤدي إلى نتائج ثلاث، الاكتئاب واضطرابات شخصية انطوائية ومشكلات سلوكية عدائية. وهنا يكون دور المعالجة النفسية في غاية الأهمية».

Easy money
تشير غزال إلى أن الإدمان على ألعاب الميسر يشكل الخطورة ذاتها كالإدمان على الكحول والمخدرات من الناحية النفسية. ويختلف الأمر من شخص إلى آخر، إذ يمكن للإدمان على ألعاب الميسر أن يكون قد بدأ لكسب الأموال نتيجة ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة «يخسرون أموالهم ثم يلعبون مجدداً لتعويض خسارتهم فيدخلون في دوامة لا تنتهي». وآخرون يدخلون إلى هذا العالم نتيجة البيئة التي نشؤوا فيها التي تشجع على تجربة هذه الألعاب. بالإضافة إلى عوامل شخصية قد تدفعهم نحو المراهنة من جديد للوصول إلى نشوة الربح بعد المخاطرة والخسارة بالرهان الأول.
وهذا ما أكدته أيضاً الباحثة في الأنثروبولوجيا، ليلى شمس الدين، فالمقامرة الإلكترونية توفّر إثارة مماثلة لأنشطة المراهنات التقليدية. لأن الربح داخل اللعبة يجذب الجميع، وخاصة الشباب الذين يبحثون عن الإثارة وعن ملاذ من الضغوطات اليومية أو الملل.
أما عن سبب انتشار ظاهرة المراهنات داخل مجتمعات أو مناطق تُعدّ محافظة ومتديِّنة، تشرح غزال أن ذلك يأتي نتيجة ذهاب الشباب، في ظل وجود أزمة اقتصادية وصعوبات معيشية، إلى «كسر» القواعد ومخالفة القانون والقواعد الدينيّة. «السيجارة أطيب لمّا تشربها بالمخفي عن أهلك» هكذا يفكر المراهق عندما يقدم على المراهنات أو المخدرات. مخالفته لتلك القواعد الدينية والقانونية تجلب له شيئاً من المتعة.

المراهقون أكثر عرضة
تصبح المسؤولية، وفقاً لشمس الدين، مشتركة بين الآباء من جهة، وبين المعلّمين والفاعلين في المجتمع من جهة أخرى، بهدف اتّخاذ التدابير المناسبة لتثقيف الشباب وحمايتهم من مخاطر المقامرة عبر الإنترنت، كالآتي:
• تبدأ الخطوة الأولى مع التعليم والتوعية، ويتضمّن ذلك تثقيف الآباء والمعلّمين والشباب حول المخاطر والعواقب المرتبطة بالمقامرة عبر الإنترنت.
• دمج برامج الوقاية من المقامرة في مناهج المدارس لتثقيف الطلاب حول مخاطر المقامرة وتطوير التفكير النقدي ومهارات اتخاذ القرار.
• يمكن لمشغّلي المقامرة عبر الإنترنت تنفيذ سياسات المقامرة المسؤولة والتدابير التي تقيّد الوصول إلى الأفراد دون السن القانونية.
• التعاون مع المنظمات المجتمعية، مثل نوادي الشباب أو النوادي الرياضية أو المجموعات الدينية، لتقديم خدمات الدعم لمدمني ألعاب الميسر.
• توفير الوصول إلى خدمات الاستشارة والدعم للأفراد الذين يعانون الإدمان على المراهنات، وتقديم التوجيه للأفراد المتضررين وأسرهم.
كما تطالب الاختصاصية في علم النفس العيادي زهرة الغول بوضع خطة تقوم على تدخل بعض الوزارات، كوزارة الداخلية والشباب والرياضة والإعلام وغيرها من الوزرات المعنية لمساعدة الشباب للخروج من حالة الإدمان على الميسر. كذلك ملاحقة كل مكتب مخالف للقانون يقدّم خدمات المراهنات، وإغلاق/حجب كل موقع إلكتروني أو تطبيق يروّج لها.

تسويق شبكي
أشارت دراسة أجريت عام 2023 لمجموعة باحثين من أستراليا والمملكة المتحدة بعنوان «حماية الأطفال والشباب من التسويق المعاصر للمقامرة» إلى كيفية تعرّض الأطفال إلى التسويق الشبكي المكثّف لمنتجات المراهنات. الأمر الذي يؤدي إلى قبول فكرة أن ألعاب الميسر هي في الأساس شكل من أشكال الترفيه غير المضر، رغم وجود أدلة متزايدة على الأضرار التي تسببها تلك الألعاب. تحث الدراسة على دعم أولياء الأمور عبر استراتيجيات حماية الطفل، لأن الجهود التنظيمية الحالية غير متّسقة وغير كافية، ولم تحمِ الأطفال من التعرض لبيئة متطورة من تسويق المراهنات، وهو أمر مخالف لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل.
إدمان ألعاب الميسر قد يوازي خطورة إدمان المخدرات على الصحة النفسية


كما تعرض الدراسة اعترافات بعض الباحثين وصانعي السياسات بشأن حجم الأضرار الاجتماعية والصحية الجسيمة المتعلقة بألعاب الميسر على صعيد الأفراد والعائلة والمجتمع. وتشمل هذه الأضرار انهيار العلاقات الأسرية وتراجع الصحة الجسدية وانخفاض الأداء الأكاديمي وارتفاع نسب البطالة والديون والعنف والجريمة والتشرد وحتى الانتحار.

المراهنات والسلوك الجنائي
صنّفت دراسة أجريت عام 2018 لباحثين إسبان بعنوان «سمات المقامرة والاندفاع: هل هي وصفة لسلوك إجرامي؟» الإدمان على المراهنات كحالة نفسية متعلقة بالاضطرابات الصحة العقلية. كما أشارت إلى أن غالباً ما يرتبط النشاط الإجرامي بالمراهنات، إذ إن عدداً من المراهنين في عيّنة البحث (الذين لديهم تاريخ في السلوك الإجرامي) لديهم ديون أيضاً متعلقة بالمراهنات. كما أظهرت الدراسة أن المراهنين الذين ارتكبوا أعمالاً جرمية مختلفة يميلون إلى الانخراط في سلوكيات جنائية تعدّ أخطر بكثير.

من يدير القمار أونلاين؟
مُنح كازينو لبنان، عام 1994، بموجب قوانين ومراسيم تستند إلى قانون «القمار» الملغى الصادر عام 1945، حقاً حصرياً باستثمار ألعاب الميسر في لبنان. وحددت المادة الأولى من القانون المذكور أنواع الألعاب المسموح القيام بها على أرض الكازينو كالآتي: «ألعاب الروليت والبكارة والفرعون والسباق والكرة والثلاثون الأربعون والخيال الصغير وسائر الألعاب المماثلة».

«والله ما عم قامر يا ماما، هيدي مثل اللوتو عم نتسلى أنا ورفيقي. ما تقولي لبابا}


ونظراً لمساوئ هذه الألعاب وما قد ينتج عنها من حالات إدمان، حظرت المادة السابعة من القانون نفسه «دخول النادي على غير الراشدين الذين لم يتمموا الحادية والعشرين من عمرهم وعلى موظفي الدولة والبلديات ورجال الجيش والمستخدمين المدنيين فيه...».
أما تشغيل ألعاب القمار عبر الإنترنت والمراهنات الرياضية قد مُنحت لمديرية اليانصيب الوطني وفق مرسوم صدر عن مجلس الوزراء عام 2012. لكن خلافًا نشأ بين كازينو لبنان وبين هيئة الشراء العام. بعدما أعلن الأول تلزيم شركة «OSS» تشغيل ألعاب القمار والمراهنات الرياضية عبر الإنترنت، في تشرين الثاني الماضي. سيفتح هذا الخلاف، الذي يندرج ضمن «الفوضى القانونية» الحاصلة في البلد، الباب أكثر حول انتشار مثل هذه الأنشطة وسهولة وصولها إلى كل بيت مع غياب الضوابط القانونية التي تقيّد تشغيل ألعاب القمار ضمن أرض الكازينو وليس في الفضاء الإلكتروني. (راجع «الأخبار»، 23 أيار 2023، «مخالفات الكازينو: الدولة «تستلشق» بـ 500 مليون دولار سنوياً!»)



خطة أمنية مؤقتة؟
تعمد بعض الجهات المحلية إلى فرض خطة أمنية في مدة محددة من السنة، أثناء حدث معيّن كحلول شهر رمضان مثلاً، لمنع الأنشطة الجنائية. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل تشمل هذه الخطط الأنشطة الجنائية جميعها؟ وهل ستستمر إلى ما بعد انتهاء الحدث أو المناسبة؟ ربما من الأفضل ألا تنحصر الخطة في مدة زمنية محددة وأن تشمل، ليس فقط تجار المخدرات والسلاح، بل أيضاً مكاتب المراهانت ومختلف ألعاب الميسر، بسبب ما تشكّله هذه الآفة من مخاطر على الفرد والمجتمع. فسحب الغطاء عن كل مَن يقف خلف مشغّلي تلك المكاتب هو أكثر من ضروري.


خسارة لا خسارة بعدها
وحول سبب ارتفاع معدل الإقدام على المراهنات في ظل الأزمة الاقتصادية، يقول أستاذ علم الاجتماع والعميد السابق للمعهد العالي للدكتوراه في الجامعة اللبنانية طلال عتريسي لـ«القوس»، إن الإنسان يعتقد أن المراهنات قد تحسّن وضعه الاقتصادي، وذلك قد يكون مجرد وهم فقط. لأنه يحلم ويسعى إلى فعل أي شيء للخروج من تلك الضائقة المعيشية، مضيفاً إن المراهنات لن تجلب إلا الخسائر المتتالية، وعلى الفرد أن يقتنع بذلك. فالإدمان على ألعاب الميسر قد يؤدي إلى انعدام القدرة على التفكير بشكل منطقي فيصبح الفرد متعلقاً نفسياً وعاطفياً بتلك المراهنات. يعتقد عتريسي أن «لا شيء سيوقفه عن تحصيل الأموال التي خسرها بأي وسيلة كانت. إن كان على شكل دين مع فائدة أو حتى القتل والسرقة من أجل المال من أقرب الناس إليه. وقد يذهب إلى تعاطي المخدرات لنسيان خسائره تلك».


«شربة مي»
تختلف المواقع الإلكترونية المخصصة للمراهنات (نتحفّظ عن ذكرها لمنع المساهمة في انتشارها)، ولكن ما يجمعها هو سهولة الوصول إليها بكبسة زر. إذ يمكن تسجيل الدخول إليها عبر إنشاء صفحة خاصة بالزائر وربطها ببطاقة مصرفية أو بالعملات الرقمية. وإذا كان الشاب أو الطفل لا يمتلكان تلك البطاقة فيمكنهما إنشاء صفحة خاصة عبر أحد مكاتب المراهنات غير الشرعية.
تستفيد شركات صناعة ألعاب الميسر من التقدم التكنولوجي عبر تطوير آلات المراهنات الإلكترونية على الإنترنت. إلى جانب اعتمادها استراتيجيات تسويق جديدة، إذ يمكن غالباً الوصول إلى منتجات المراهنات من خلال منصات التواصل الاجتماعي.