كان من المقرر أن يبصر فيلم «بن مهيدي» (إخراج بشير درايس)، النور في الصالات السينما الجزائرية، في الشهر الحالي، لكنّ قراراً بمنعه صدر أخيراً من قبل «وزارة المجاهدين»، بتوصية من «المركز الوطني للدراسات والبحوث حول الحركة الوطنية» (تأسس عام 2011 وهو مولج بمتابعة الأفلام السينمائية المتحدثة عن الثورة الجزائرية). المنع أتى على خلفية إنتقاد المخرج بأنه لم يقم بإبراز كل «الجوانب التاريخية»، المتعلقة بحياة العقيد العربي، وأحد مؤسسي «جبهة التحرير الوطني»، العربي بن مهيدي، وتفاصيل إعتقاله وتعذيبه من قبل الإحتلال الفرنسي، وإعدامه لاحقاً عام 1957، تحت إشراف الجنرال الفرنسي بول أوسارس. وكان وزير الثقافة الجزائري عزّ الدين ميهوبي، قد غرّد قبل أيام على حسابه على تويتر باللغة الفرنسية، قائلاً: «قبيل عرض الفيلم، هناك لجنة متخصصة في متابعة الشرائط المختصة بالحركة الوطنية والثورة الجزائرية، مهمتها تفحص مدى مواءمة الفيلم للسيناريو الأصلي ومدى إحترامه للأحداث التاريخية».


طبعاً، قرار المنع أثار غضب المخرج الجزائري، الذي ردّ على هذه الإنتقادات، قائلاً في أحاديث صحافية متفرقة، أنهم لم يوافقوا على الفيلم (30% تمويله من وزارة المجاهدين، و 40% من وزارة الثقافة، والباقي من حساب المخرج الخاص)، ومنعوا عرضه في نسخته الحالية، مضيفاً: «إنهم لا يعرفون السينما، لا يعرفون أن الفيلم يستمر عرضه ساعة وخمسين دقيقة حيث نحكي قصة من زاوية محددة». وفي معرض رده على إبرازه للخلافات بين قادة الثورة سيّما بين أحمد بن بلّة وعبان رمضان، وبين بن مهيدي وبن بلة من جهة أخرى، حتى خلافهم مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، قال داريس: «إنها المرة الأولى التي نكتشف فيها حقيقة قصة التحرير الجزائرية، سعينا لأن نوضح القصة الرسمية للثورة».