بالتعاون مع كل من T.A.P (منصة الفن المؤقت) وجمعية APEAL المختصة في عرض ونشر الفنون في لبنان، كشف «متحف بيروت للفن» BeMA (سرسق ـ بيروت) عن فيلمه الوثائقي الجديد «مياه جزين» الذي تولت إخراجه اللبنانية زينة أبو الحسن، ويهدف إلى الإضاءة على أساليب حياة القاطنين في المدينة الجنوبية المشبعة بالمياه، وعلى الصلة التاريخية التي ربطتهم بهذا المصدر المعيشيّ الأوليّ. الفيلم يأتي كثمرة للمشروع الذي بدأته مجموعة المؤسسات المذكورة طيلة شهر أيار (مايو) الفائت، واشتمل على برامج إرشادية متنوعة، طالت ورش عمل وفعاليات فنية عدة تتمحور حول أهمية المياه ووظيفتها كحق إنسانيّ جوهريّ، تحت إشراف اختصاصيين وفنانين ومخرجين تم استجلابهم لهذا الغرض. أما ثيمة العمل التي استُهلمت من هوية جزين المعروفة بغزارة مصادرها المائية وديمومتها عبر الزمن، فتنطلق من الموقع الذي تتخذه المياه على مختلف الصعد الاجتماعية والثقافية والجمالية، إذ كانت ولا تزال عاملاً جامعاً للسكان على الرغم من اختلافاتهم. ينقب الوثائقيّ كذلك في رؤى جوهرية أخرى، تراوح ما بين التساؤل حول إمكانية تكريس قضية المياه التي لا تتعدى كونها عنصراً معيشياً يومياً، كأداة فنية معاصرة ومتجددة، وبين علاقة الأفراد بهذا الوسيط الأساسي الذي يمكن أن يكون علاجياً وملوثاً في الآن نفسه.