بينما رجّح أهل الصحافة والاختصاص فوز رواية «إخوة السلاح» (لوسوي) للسنغالي ديفيد ديوب بـ «غونكور»، كسر الكاتب الفرنسي نيكولا ماثيو (1978) التوقّعات ونال الجائزة الأدبية الأعرق في العالم عن روايته «أولادهم من بعدهم» (أكت سود). ليخلف بذلك إيريك فويار الذي فاز العام الماضي الجائزة الفرنسية عن كتابه «جدول أعمال». تدور راوية ماثيو حول «أنطوني» (14 عاماً) وقريبه اللذين يقرّران عام 1992 سرقة قارب والذهاب إلى أحد الشواطئ الفرنسية، حيث سيختبران الحب الأوّل، والصيف الأوّل، بعد غياب الكثير من المفاهيم عنهما جرّاء تغييب محيطهم عن هذه الأمور (الجنس، تعاطي المخدرات...). يضيء ماثيو في هذا العمل على مراحل المراهقة، وعلى شق سياسي لشباب وُجدوا في هذا العالم الذي يتداعى أمامهم. الرواية التي صُنّفت ضمن الأنماط الروائية «ما فوق الواقعية»، تسلّط الضوء أيضاً على شق اقتصادي في فرنسا التي تتقاذفها العولمة دون توقف.
الجائزة التي أُعلنت اليوم في «معرض الكتاب الأدبي» في مدينة «نانسي» (شمال فرنسا) التي ينحدر منها مؤسس «غونكور» إدمون غونكور، أشرف على تحكيمها عشرة كتّاب وشخصيات ثقافية، اختاروا من بين 15 رواية معظمها لكتّاب شباب الجديد. وكان لافتاً هذا العام، دخول الكاتبة المغربية مريم علوي عن روايتها «الحقيقة تخرج من فم الحصان» (غاليمار)، والرهان على فوزها على غرار ما حصل مع زميلتها ومواطنتها ليلى سليماني قبل عامين، لا سيّما أنّها تقدّم عملاً أدبياً يقارب الواقع اليومي لبلادها، ويركّز على الفئات المهمّشة هناك.