«مؤسسة الفيلم الفلسطيني» تحتفي بالإنتاجات القصيرة

  • 0
  • ض
  • ض
«مؤسسة الفيلم الفلسطيني» تحتفي بالإنتاجات القصيرة
محمد بكري في مشهد من «االمدن الغريبة المألوفة» لسعيد تاجي مرزوقي

اختارت «مؤسسة الفيلم الفلسطيني» مجموعة من الإنتاجات السينمائية القصيرة في فلسطين خلال السنوات الأخيرة. المؤسسة التي خصّصت منصّتها الإلكترونية، أخيراً، لنشر أفلام روائية طويلة مجّاناً لمدّة أسبوع كامل، ها هي تسلّط الضوء على تجارب قصيرة تتناول المنفى الفلسطيني والاحتلال وقصص الداخل الحميمة، بالإضافة إلى السجون وغيرها من يوميات الواقع. يُعرض حالياً فيلم «بونبونة» (16 د ـــ 2017) لركان مياسي الذي نال جوائز عالمية وعربية، ويسلّط الضوء على ظروف الاعتقال والسجن من خلال العلاقة بين معتقل فلسطيني في السجون الإسرائيلية وزوجته. ينطلق العمل من أحداث حقيقية، من بدائل يبتكرها الفلسطينيون يومياً للتغلّب على واقع الاحتلال الإسرائيلي. هناك أيضاً فيلم «رجل يغرق» (15 د ــ 2017) لمهدي فليفل. يتتبع المخرج الشتات الفلسطيني الجديد في اليونان التي شكّلت بوابة عبور المهاجرين إلى أوروبا. بطل الفيلم هو فاتح، شاب فلسطيني يمضي وقته في حالة معلّقة بين المستقل والماضي في أثينا. يرافق الفيلم فاتح خلال يوم واحد يكفي لكي يظهر معاناته التي تتكرّر يوماً بعد يوم في الشارع، والتنازلات التي تفرض عليه. اسم المخرج الفلسطيني تصدّر الواجهة بعد شريطه التسجيلي الطويل «عالم ليس لنا» حيث ظهّر تجربة المخيمات الفلسطينية في لبنان، وخصوصاً مخيم عين الحلوة (صيدا ــ جنوب لبنان) حيث تقيم عائلته. أما «رجل يغرق»، فقد منح المخرج جوائز وترشيحات عالمية وعربية في «مهرجان دبي السينمائي» وجوائز «بافتا» وغيرها. تسلّط المؤسسة الضوء على تجارب سينمائية وفنية مختلفة، منها الخيال العلمي الذي اتخذته المخرجة والفنانة الفلسطينية لاريسا صنصور لغة لتصوير الواقع الفلسطيني السوريالي، والذاكرة الأليمة والثقيلة منذ النكبة. اختارت المنصّة أحد آخر أفلام صنصور «في المختبر» (27 د ــ 2019) الذي تتناول فيه المخرجة مواضيع التاريخ والهوية في مدينة بيت لحم تحديداً، في قصة تنتمي إلى الخيال العلمي. يمكننا أن نشاهد أيضاً الباكورة الروائية القصيرة لراما مرعي بعنوان «ازرقاق» (17 د ــ 2013) الذي لفت الأنظار إلى المخرجة الفلسطينية. تتناول مرعي واقع القتل اليومي في فلسطين، لكن من زاوية اجتماعية أخرى حيث يحدث القتل على هامش الاحتلال الاسرائيلي وقتله الفلسطينيين. هناك مساحة للحقائق التي تظهر رغم غياب نظام عدالة في البلد المحتلّ. من الداخل إلى الشتات الفلسطيني في الخارج مع شريط «االمدن الغريبة المألوفة» (20 د ــ 2019) لسعيد تاجي مرزوقي. الفيلم الذي يؤدي بطولته الممثل الفلسطيني محمد بكري بدور الأب أشرف، يظهّر تجربة الفلسطينيين في الشتات. حجم الذاكرة وثقلها الذي يشتدّ ولا ينفك يظهر كلّما ازدادت المسافة التي تفصل الفلسطينيين عن وطنهم. استوحى المخرج فيلمه من كتابات مريد البرغوثي، حيث تختلط فيه مشاعر كثيرة منها الذنب اتجاه العائلة، والذاكرة الفردية التي تستحضر تاريخ شعب كامل. أما الفيلم الأخير فهو «صفيّر» (30 د ــ 2010) للمخرج فراس خوري. إننا أمام قصّة أبطالها من الأطفال، وشخصيتها الأساسية نزار الذي يمضي معظم وقته في الكنيسة بينما يتعرّض إلى التنمّر من قبل أطفال الحي. تجري أحداث الشريط في عيد الفصح، حيث نشاهد المبارزة بين الأطفال على مفاقسة البيض. رغم غياب أي إحالة مباشرة إلى الاحتلال الإسرائيلي، فإنّه لا ينفكّ يظهر في صوت الطائرات الحربية في خلفية الشريط الذي ينتهي بأحداث متناقضة بالنسبة إلى نزار، منها ما يهزّ إيمانه.

0 تعليق

التعليقات