قدّم «مهرجان برلين السينمائي الدولي»، أوّل من أمس الأربعاء، معلومات مفصّلة جديدة تؤكد التاريخ النازي لمؤسس الحدث ومديره على مدى 25 عاماً، نجح الأخير في إخفائها لعقود طويلة. واكتشف باحثون أنّ ألفريد باور كان موظفاً رفيع المستوى في إدارة السينما في الحقبة النازية. وكانت هذه الإدارة قد تأسست سنة 1942 على يد وزير الدعاية السياسية النازي جوزف غوبلز بهدف فرض رقابة مشددة على الإنتاج السينمائي الألماني. وساهم باور من خلال مهامه هذه في «عمل واستقرار وإضفاء مشروعية» على النظام النازي، وفق بيان «مهرجان برلين».وكانت صحيفة «دي تسايت» أول من كشف في كانون الثاني (يناير) الماضي المعلومات عن ماضي باور النازي، ما دفع بإدارة المهرجان إلى سحب اسمه عن إحدى جوائز الحدث وطلب إجراء دراسة مستقلة من معهد التاريخ المعاصر في ميونخ.
وقد حصل المعهد على أدلة تظهر انتماء باور إلى الحزب النازي وإعجابه الكبير بالجناح شبه العسكري للنازيين («كتيبة العاصفة» أو «أس أي»).
كذلك، أدّى باور دوراً كبيراً في مراقبة الممثلين والمنتجين وغيرهم من أفراد قطاع الإنتاج السينمائي، وفق معهد التاريخ في ميونخ. وكان باور قد نجح في إخفاء هذا الماضي بعد الاستسلام الألماني، حتى أنه أظهر نفسه على أنه مقاوم خلال عمليات استجواب أجراها الحلفاء.
علماً بأنّ باور توفي سنة 1986 عن 74 عاماً، فيما يشكّل «مهرجان برلين السينمائي» أحد أبرز مهرجانات السينما في أوروبا، مع «كان» و«البندقية».