تنطلق غداً السبت الدورة الثالثة من «أيام قرطاج الكوريغرافية» التي تعطّل تنظيمها العام الماضي بسبب فيروس كورونا الذي دفع هذا العام أيضاً إلى تنظيمها افتراضياً عبر تقنية الستريمينغ والبث المباشر للعروض على الصفحة الرسمية للمهرجان الذي سيتواصل حتى 12 الحالي. يستحضر المهرجان وجهين غاباً هما رجاء بن عمار رائدة الرقص المسرحي، وزينب فرحات التي كانت ضمن الهيئة التأسيسية لهذا المهرجان. وقالت مريم قلوز في بيان: «منذ الدورة الأولى للمهرجان رفعنا الشعار التالي: لا رقص من دون كرامة جسدية. واليوم يصبح هذا الشعار أكثر إلحاحاً في الوقت الذي يعاني فيه الفنانون في السنوات الأخيرة من ظروف اجتماعية ومادية صعبة بسبب تأثيرات الأزمة الصحية وعواقبها الكارثية. في الوقت الذي لم تفتح فيه كل القاعات أبوابها ولم يعد فيه الجمهور إلى مواكبة الأنشطة الفنية، قررنا نحن فريق المهرجان تنظيم أيام قرطاج الكوريغرافية في نسخة رقمية تقتصر على العروض الوطنية والتونسية. اخترنا تسليط الضوء على الإبداعات الكوريغرافية، وندعو جميع الجماهير على الصعيدين الوطني والدولي إلى مشاركتنا هذه اللحظات من الرقص والفن».
في نسختها الرقمية، تسعى «أيام قرطاج الكوريغرافية» إلى أن «تكون نقطة قوّة في المجال الثقافي والفني وعنصر تجديد وتحوّل في فن الرقص في العالم العربي. كل العروض عبر تقنية الستريمينغ ستكون مرفقة بعملية توثيق وأرشفة. كان خيارنا منح أجساد الراقصين التونسيين صوتاً يتحرر من المحلية ويجوب العالم».
ومن أبرز العروض التي تضمنها برنامج المهرجان من ضمن 18 عملاً كوريغرافياً: «آخر فرصة… الأمل» وهي سهرة تكريم لرجاء بن عمار والكوريغرافي نجيب خلف الله أخرجها رفيق دربها منصف الصايم مع الكوريغرافي عماد جمعة، و«تنفيسة» لمروان روين، و«وراء الشمس» لسيرين قنون وأشرف بالحاج مبارك، و«مانيش بيضاء» لسيرين الدوس، و«بحث» لأشرف حمودة، و«دم بارد» لحسام عاشوري وغير ذلك من العروض. ويستعيد عرض «آخر فرصة… الأمل» لمنصف الصايم وعماد جمعة، ذكرى رجاء بن عمار ونجيب خلف الله وهو عبارة عن «لوحة فنية استذكارية». أما عرض سهام بلخوجة، فهو من انتاج مسرح باليه سيبال في فرنسا، يرصد حالة البلاد خلال عشر سنوات من وهم الثورة وتحطم آمال التونسيين تحت كابوس الاسلاميين والتضييق على الحريات وخيبة الشباب التونسي. ويبرز هذا العمل التونسي الفرنسي قدرة الفن على المقاومة ومساحات الأمل التي يمنحها للشعوب.
«أيام قرطاج» ستكون متاحة للجمهور في عروض مباشرة على المنصات الرقمية والاجتماعية (فايسبوك، تويتر، يوتيوب) ليشاهدها أكبر عدد من الجمهور عبر العالم، فالرقص لغة كونية والجسد حين يتحدث ويعبر لا يحتاج إلى مترجمين. ففي زمن كورونا الذي حصد أكثر من 12 ألف تونسي بنسبة 10 في المئة من التونسيين وفي وقت تخيم فيه الأزمة الاجتماعية والاقتصادية على البلاد، يبقى الرقص باباً للأمل، فهو «آخر فرصة…»

https://m.youtube.com/channel/UC_Mp4-5dV_Xk_sER_PFT2ww