يتيح معرض Rapture الذي يُقام في لشبونة، اعتباراً من اليوم الجمعة، تجربة انغماسية في عالم الفنان الصيني آي وي وي (63 عاماً)، يتضمن أعمالاً غير مسبوقة بمواد تقليدية برتغالية، من بينها مثلاً تمثال من الفلّين أو لوحة من بلاط أزوليجو أو لفافة من الورق الرخامي. وفي إطار حديثه عن تجربته الجديدة، يقول الفنان الذي استقر في ألينتيجو (جنوب البرتغال) قبل جائحة كورونا للصحافيين: «أهلاً بكم في بلدي البرتغال!». وأضاف: «أشعر بارتياح هنا... ليس من السهل دائماً تفسير السبب».
يتناول المعرض ازدواجية مسار آي وي وي، أحد أبرز وجوه الاحتجاج في الصين، الذي بات غير مرغوب فيه بسبب انتقاداته لنظام بلاده. كما يعبّر، بحسب مفوضه مارسيلو دانتاس، «عن وجهي آي وي وي»، أي الفنان الذي يستلهم «من جذوره الثقافية» و«الجانب الأكثر نضالية في عمله».
يشكّل المعرض فرصة لاكتشاف الجوانب المتعددة للفنان الصيني، مصوّراً ومخرجاً سينمائياً ونحاتاً، هو المعروف بمواقفه الملتزمة وأعماله الفنية الضخمة مثل «فوريفر بايسيكلز».
وفي المعرض أيضاً أعمال شهيرة منها «سقف الثعبان»، وهو عبارة عن ثعبان ضخم يتدلّى من السقف، يذكّر بالأطفال الذين لقوا حتفهم في المباني المدرسية التي انهارت خلال زلزال العام 2008 في سيتشوان، و«قانون الرحلة»، وهو عبارة عن زورق مطاط على متنه عشرات اللاجئين.
في هذا الإطار، أشار آي وي وي الذي استلهم مجموعة أعمال من الأزمة الصحية إلى أنّها «المرة الأولى التي تجتمع فيها هذه الأعمال في المعرض نفسه»، موضحاً أنّ «الجائحة كانت مأساوية للعالم ولكن هذه المرحلة كانت مثمرة جداً بالنسبة لي».
ومن بين الأعمال التي تعرض للمرة الأولى في Rapture تمثال من الفلّين وآخر رخامي يبلغ ارتفاعه نحو 1,60 متراً على شكل لفافة، في إشارة إلى التسابق على ورق المراحيض أثناء الجائحة.
علماً بأنّ المعرض المستمرّ لغاية 28 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل في مركز «كوردواريا ناسيونال» للمعارض في لشبونة يتضمّن ما يقرب من 80 عملاً فنياً.