كما كان متوقّعاً، فاز الروائي السنغالي محمد مبوغار سار (1990 – الصورة) اليوم بجائزة «غونكور» عن روايته «الذاكرة الأشدّ سرّية للرجال» التي صدرت عن «منشورات فيليب ري» هذه السنة. وقد أطاح الروائي الشاب بثلاثة مرشحين آخرين إلى القائمة النهائية هم سورج شالوندون، وكريستين أنغو ولويس فيليب دالومبير، بعد اختياره من قبل لجنة مؤلّفة من 10 صحافيين أدبيين.الجائزة الفرنسية العريقة، التي تبلغ قيمتها 10 آلاف يورو، توّجت الرواية الرابعة لسار، التي يتناول فيها التحديات التي يواجهها الأدب الأفريقي. اللافت أن الرواية تنطلق وتستعيد رواية أفريقية أخرى هي «واجب العنف» للكاتب المالي يامبو أولوغيم (1940-2017) التي حازت «جائزة رينودو» (1968)، وصودرت بعدها لاتهام كاتبها بالاستعانة بجمل ومقاطع لكتاب معروفين، ما أدى إلى اختفاء الرواية من المكتبات الفرنسية لمدّة ثلاثة عقود، في مقابل الصمت المطبق للكاتب. وبالعودة إلى رواية سار الفائزة، فإن بطلها هو دييغان لاتير فاي، كاتب سنغالي يعيش في باريس يكتشف كتاباً منشوراً منذ سنة 1938، مما يدفعه إلى التحرّي عنها وعن كاتبها. يقوده ذلك إلى التنقل بين السنغال والأرجنتين وباريس وأمستردام. من خلال هذه القصّة، يوغل سار في ذاكرة الاستعمار، والحرب العالمية الأولى، بين الحقيقي والخيالي.
وبحصوله على «غونكور» يصبح سار البالغ 31 عاماً الكاتب الأصغر سناً الذي يفوز بالجائزة الفرنسية العريقة منذ أن نالها الروائي الفرنسي باتريك غرنفيل عن 29 عاماً سنة 1976.
علماً أن جائزة العام الماضي ذهبت إلى الكاتب هيرفيه لو تيلييه عن روايته «لانومالي»، في مراسم أجريت للمرّة الأولى في تاريخ الجائزة عبر الفيديو، بسبب الجائحة.