ضمن فعاليات «معرض القاهرة الدولي للكتاب»، تطرح «دار اكتب» في 26 كانون الثاني (يناير) الحالي كتاباً جديداً لمحبّ جميل بعنوان «سحر المغنى ــ وجوه غنائية في النصف الأول من القرن العشرين» (غلاف: أحمد فرج ــ تدقيق: نهى عبد الستار سعد الدين).قدّم للإصدار الجديد الناقد الموسيقي الياس سحّاب، وفيه حوار حصري عن أصوات النصف الأوّل من القرن العشرين مع المؤرّخ والناقد الموسيقي فكتور سحّاب.
وحول مضمون الكتاب الجديد، نشرت دار النشر نصّاً، جاء فيه أنّه «كان من نتاج ثورة 1919 السياسية و الاجتماعية، اكتمال ثورة سيد درويش الموسيقية التي استمرت بين 1917 و1923 و شهدت نضج المواهب الاستثنائية بنجمه الجديد محمد عبد الوهاب في عقد العشرينيات، كما شهد هذا العقد انتقال أم كلثوم من الريف إلى القاهرة، وبداية صعود نجمها على أيدي كل من أبي العلا محمد ومحمد القصبجي». وتابعت أنّه حالما «جاء مطلع الثلاثينيات واستوى كل من عبد الوهاب وأم كلثوم على عرش الموسيقى والغناء في مصر القرن العشرين، انعقد في مطلع الثلاثينيات المؤتمر الأول للموسيقى العربية (1932)، الذي بقي حتى اليوم أخطر وأهم مؤتمرات الموسيقى العربية إضافة إلى ذلك بدأت تظهر في القاهرة أوائل الأفلام السينمائية الغنائية: أنشودة الفؤاد (1932) لنادرة والوردة البيضاء (1933) لمحمد عبد الوهاب».
و بعد ذلك بعام، انحسرت «موجة محطات الإذاعة الأهلية الفوضوية، ليحل محلها في العام 1934 ظهور الإذاعة المصرية الرسمية».
كل هذه الأحداث الثقافية في حياة مصر الموسيقية والغنائية، بدأت تؤتي ثمارها في العقود التالية، وقد كان لظهور إذاعة القاهرة خصوصاً ولنمو و ازدهار السينما الغنائية وغيرهما من الأحداث «أبلغ الآثار في تطوّر ملامح مدرسة القرن العشرين في الموسيقى والغناء العربيين، التي جاءت لتكمل نهضة القرن التاسع عشر التي انحسرت في الربع الأول من القرن العشرين».