عن «منشورات بانيبال» في لندن صدرت بالانكليزية أنطولوجيا فلسطينية بعنوان «جيل الخيام، قصائد فلسطينية» (تحرير وترجمة محمد سواعي). يتناول كتاب «جيل الخيام، قصائد فلسطينيّة» ترجمةَ قصائد مُختارة لستّة عشر شاعراً فلسطينياً ينتمون لأجيالٍ مختلفة من الفلسطينيّين سواء كانوا من داخل فلسطين المُحتلّة عام 1948 أوْ من المناطق الخاضعة للاحتلال الإسرائيلي ما بعد عامي 1967 1973، أو من الشتات الفلسطيني في الأرض العربية خارج فلسطين. أخذ محمد سواعي، أستاذ العربية بجامعة ڤرجينيا في مدينة شارلوتسڤيل في الولايات المتّحدة، على عاتقه اختيار الشعراء لهذه المجموعة، وترجمة قصائدهم المُتضمّنة في هذا الكتاب إلى اللغة الإنكليزية. تشمل هذه المجموعة قصائد للشعراء الروّاد في الحركة الشعرية المُعاصرة في فلسطين المحتلّة التي بدأت تترعرع منذ أوائل الستينيات من القرن العشرين بين الفلسطينيّين الذي صمدوا بعد احتلال البلاد عام 1948 أمثال سالم جبران وتوفيق زيّاد وسميح القاسم وراشد حسين وأسمى رزق طوبى. بالإضافة إلى هؤلاء الفرسان الشعراء، تضمّ المجموعة شعراء من الجيل التالي لهؤلاء كما نرى في كتابات ريتا عودة ومروان مخّول. كما تضمّ قصائد لشعراء فلسطينيّين عاشوا تحت الاحتلال الإسرائيلي بعد الاحتلال الكامل لأراضي فلسطين التاريخية الذي تمّ عام 1967 من أمثال فدوى طوقان وزينب حبش وعبدالوهّاب زاهده. أضف إلى هؤلاء، الشعراءَ من فلسطيني الشتات الذين هُجّروا إلى أنحاء الوطن العربي بعد الحروب المتتالية التي شَنتّها اسرائيل بدءاً من 1948 وانتهاءً بحرب 1973 من أمثال هارون هاشم رشيد ومعين بسيسو ومحمود النجّار ويوسف الديك ويوسف الخطيب ومحمد القيسي. وبالإضافة إلى ترجمة القصائدَ المُختارة هذه والتي ترى النور في اللغة الإنكليزية للمرّة الأولى، يحتوي هذا الكتاب على مقدّمة كافية تؤرّخ لوضع الفلسطينيّين الأدبي والذين صمدوا بعد الاحتلال الإسرائيلي وقاسوا من الأحكام العسكرية الجائرة التي دامت من 1948 إلى 1966، ولدور الشعر في مقاومة الهيمنة الإسرائيلية والحِصار المُتسلّط الذي كان يتدخّل في حياة الناس اليومية من وجوهٍ عِدَّة. كما توضّح هذه المقدّمة الإنتاج الشعري في فلسطين بعد الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين عام 1948، وتقدّم ترجماتٍ قصيرةً لحَيَوات الشعراء في هذه المجموعة وبعض المُلاحظات التي توَضّح لقرّاء هذه المادّة باللغة الإنكليزية، وبعض الإشارات التاريخية والجغرافية والتراثية التي تُساعد في فهم ما قد يغمض على القارىء الأجنبي غير المُتابع للمأساة الفلسطينيّة.