اختتم مساء السبت «ملتقى المبدعات العربيات» في نسخة جديدة بعد توقّف عامين خصّصت لدراسة الثالوث المحرّم في ابداع المرأة العربية. هذه النسخة هي الرابعة والعشرون في تاريخ هذا الملتقى شاركت فيه مجموعة من المبدعات العربيات من لبنان وليبيا ومصر وسوريا والمغرب والأردن واستمع الجمهور إلى محاضرات وشهادات عن تمثل الثالوث المحرّم من الدين إلى الجنس إلى السياسة.
ومن أبرز الشهادات ما قدّمه الثنائي فاضل الجعايبي ورفيقة دربه جليلة بكار عن تمثلهما الثالوث المحرّم في تجربتهما المسرحية التي تمتد على حوالي خمسين عاماً اصطدما خلالها أكثر من مرة مع السلطة بسبب جرأة خطابهما.
وإلى جانب هذه الشهادة، قدّمت رفيقة البحوري (تونس) محاضرة بعنوان «إسقاط الأقنعة الغواية و المعاناة» ومداخلة للأردنية مريم جبر بعنوان «التطرّف الديني في الرواية النسوية العربية». ومن المغرب، قدّمت الشاعرة ليلى نسيمي مداخلة بعنوان «الخطاب الأدبي ومظاهر أختراق المسكوت عنه».
ومن سوريا، قدّمت الباحثة سوسن ديكو مداخلة بعنوان «الثالوث المحرّم في ابداعات المرأة العربية: قراءة أبستيمولوجية». أما الباحثة الليبية وفاء البوعيسي، فقدّمت دراسة بعنوان «التطرّف الديني نتيجة الواقع أم النص؟ مقاربة في ظاهرة العرب الأفغان في رواية فرسان السعال». واهتمت الروائية آمنة الرميلي بالثالوث المحرم في رواية «نازلة دار الأكابر» لأميرة غنيم.
الملتقى الذي تأسس في تسعينات القرن الماضي، كان هدفه الأساسي رصد تحوّلات الإبداع النسوي في المنطقة العربية ومرّت بدوراته معظم المبدعات العربيات في الشعر والسّرد والمسرح والسينما والفن التشكيلي لكنه مثل معظم الملتقيات التونسية شهد تراجعاً كبيراً بعد ما يعرف بـ «الثورة» رغم مناخ الحرية والتعبير الذي توفّر. وكان التراجع سواء في انتظام النسخ أو عدد المشاركات. وتعتبر عودة الملتقى بعد عامين من الغياب مكسباً للمشهد الثقافي العربي في بيئة ثقافية ما زال فيها صوت ألمرأة محاصراً وأحياناً مداناً خاصة عندما يكون عالياً وجريئاً.