«الطموح مشاهدينا صوته خافت، وكذلك الأحلام. لذا اليوم سنترك الهواء لمن عملوا بصمت وتركوا النتيجة هي التي تحقق ضجيج الفرح الذي اشتاق إليه اللبنانيون». بهذه العبارات تُفتتح سهرة «طلابنا الأوائل»، غداً السبت، من تقديم حوراء حوماني وإعداد سوزان الخليل على قناة «المنار»، والتي تكرّم مجموعة من المتفوقين في شهادة الثانوية العامة. تسلط هذه الحلقة الضوء على الجهود التي بُذلت في عام استثنائي للوصول إلى حيازة مراتب أولى في لبنان. ففي المحور الأوّل، تستقبل حوماني الأولى في اختصاص العلوم العامة نادين مشيك من «ثانوية الغبيري الأولى الرسمية للبنات»، والأوّل في اختصاص علوم الحياة براين أرناؤوط من «ثانوية تبنين الرسمية»، إلى جانب مديرة «ثانوية الغبيري» ليلى علامة لإبراز النتائج اللافتة التي حققتها المدارس الرسمية خلال العام المنصرم رغم المحن التي واجهت الطلاب والطاقم التعليمي والإداري. تشير علامة إلى ما تسميه «تحدّي التحدّي»، نسبةً إلى ما مرّ به (ولا يزال) القطاع التعليمي العام، مركزةً على جهود الأساتذة في الثانوية الذين عملوا بجهد متغاضين عن الضائقة الاقتصادية والمعيشية. وتعترف بأسف بأنّ تحديات العام المقبل قد تكون أقسى، لكنّها تدعو اللبنانيين إلى عدم فقدان إيمانهم بالمدرسة الرسمية التي أثبتت أنّها قادرة على إنتاج التفوّق. وفيما تتحدّث مشيك عن سرّ التفوّق المرتكز على المتابعة الدائمة وعدم التأجيل، يحيّي أرناؤوط كلّ الأساتذة الذين يصفهم بـ «الجنود المجهولين» في مشوار النجاح وتحقيق المراتب العليا.
أما المحور الثاني من «طلابنا الأوائل»، فيستضيف مسؤول التعبئة التربوية في بيروت أسامة ناصر الدين الذي يسترجع ما قدّمته التعبئة خلال «الأربعين ربيعاً»، بالإضافة إلى التعريف بالدورات والدعم المقدم من قبلها كعناصر مساعدة ومساندة دائمة في سبيل النجاح والتفوّق. كما تشارك المتفوقتان رشا حرب وفاطمة زعرور ــ نالتا المرتبة الأولى في اختصاص الاجتماع والاقتصاد من «ثانوية الكوثر» ــ في هذا المحور متحدثتان عما ميّز قصة صداقتها الطويلة والتفاعل الذي لقيته على مواقع التواصل الاجتماعي بعد صدور النتيجة وتبيان أنّهما قد نالتا المرتبة نفسها، فكانتا بذلك صديقتا الدراسة والتفوّق، وأبتا إلا أن تُتابعا مسيرتهما الأكاديمية في الجامعة نفسها أيضاً.
ويحتفي القسم الثالث من السهرة بالأولى في اختصاص علوم الحياة تمارا فقيه من «ثانوية الرحمة» التي أكدت ضرورة اندماج المتفوق في حياة اجتماعية نشطة وفاعلة بدل التركيز الكلي على الدراسة لأنّ ذلك يعود عليه بالنفع، محاولةً تغيير الصورة النمطية للمتفوّق كمنعزل عن محيطه وغارق بين الكتب والأوراق. وترافق فقيه مديرة مدرستها زويا منصور التي تتطرّق إلى استراتيجيات التعليم في مدارس «جمعية المبرات الخيرية» حيث الأنشطة الأكاديمية والاجتماعية التي تنمي شخصية الطالب وذهنه على حد سواء، مشيرةً إلى مفهوم التعلّم الذاتي الذي يمنح التلميذ قدرة على الفهم والتحليل للوصول إلى النتائج بالاعتماد على نفسه.
ومن اللافت إجماع المتفوقين الضيوف على رفض خيار متابعة التحصيل العلمي في الخارج والتمسّك بوطنهم الذي يعيش أحلك الأوقات.
ويتخلّل الحلقة تقرير مصوّر عن الطالب ذو الفقار صبرا الذي تحدى وضعه الجسدي وقدّم الامتحان الرسمي بكل إصرار ليكون ملهماً لمن تضعفهم الهمم. فيما يضيئ تقرير آخر على الطالب الستيني حسن علي عاصي الذي يؤكد أنّ العلم ليس له عمر بل بالإرادة يحقق الإنسان ما يصبو إليه.
وفي الختام، تعبّر حوماني عن أهمية الوقوف في وجه الصعاب والتمسّك بالطاقة الإيجابية مهما حدث، بقولها: «في مشوار النجاح لا مكان للصدف أو للسحر. التركيز على المخاوف والأعذار هو بمثابة مكابح تمنع الوصول... لذا فمواجهة التحديات وحدها هي الوقود الأساسي لتحقيق الأهداف وما أجمل أن يكون الهدف هو التفوق».

*سهرة «طلّابنا الأوائل»: غداً السبت ــ الساعة الثامنة والنصف مساءً على قناة «المنار».