عدنان سلّوم مسرحي سوري درس في المعهد العالي للفن المسرحي في تونس، حيث حاز شهادة الدكتوراه. كما شارك في عدد من الأعمال المسرحية العرائسية في تونس قبل أن يعود إلى بلده، وينتقل منها إلى الإمارات العربية المتحدة التي يواصل فيها رحلته في التدريس والتكوين في فن العرائس وشارك أخيراً في «مهرجان قرطاج لفنون العرائس» ليجدد علاقته مع تونس التي يتحدث عنها في هذا الحوار.

* تلقيت تكوينك الأكاديمي في تونس، كيف ترى مستوى التكوين الأكاديمي في تونس؟
ـــ كانت تونس صدفة دراسية غير مقصودة ولكنها إيجابية وكان لها الأثر الإيجابي في مسيرتي الفنية التي بدأتها في تونس مع أول يوم وصلت فيه تونس عام 1990 واستمرت علاقتي بتونس ومبدعيها ومؤسساتها. ورغم الظروف التي ألمت بتونس وببلدانا جميعاً، إلا أنها استمرت بنسقها ومسارها التنويري على مستوى التكوين والإبداع وما زلت اعتمد على هذا النسق في تطوير عملنا التكويني سواء في سوريا أو في الإمارات مكان عملي الحالي. بالنسبة لتونس في مجال فنون العرائس من وجهة نظري الشخصية هي من البلدان التي حاولت في كل مرحلة من مراحل تاريخ المؤسسة العرائسية أن تطور سواء على المستوى الإبداعي أو على مستوى العمل المؤسساتي، فتجد الآن «المركز الوطني لفن العرائس» وقد أصبح مؤسسة عامة مستقلة بنفسها ذات موقع هام بين المؤسسات الإبداعية الأخرى بعدما كانت فرقة صغيرة في مرحلة التأسيس والنمو، وأصبح لفنون العرائس حيز هام من الدراسة الأكاديمية في المعهد الذي تخرجت منه المعهد العالي للفن المسرحي وخرّج طاقات ابداعية هامة سيكون لها شأن مستقبلي بدأنا نتلمسه من الآن على عكس باقي الدول العربية التي سبقت تونس في التأسيس.


* هل تعتبر أن مسرح فنون العرائس في العالم العربي مظلوم ومقصى من دائرة الضوء؟ 
ــــ فنون العرائس في العالم العربي مظلوم منذ جولة مدحت باشا في شوارع دمشق عندما أصدر فرماناً بإيقاف عروض خيال الظل الجريئة والتحريضية التي اتهمها وجهاء دمشق حينها بالبذيئة، وسمح لأبو خليل القباني بتقديم عروضه الترفيهية الغنائية واستمر هذا الظلم حتى قرار تأسيس «مسرح القاهرة للعرائس» و«مسرح العرائس» في دمشق و«فرقة مسرح العرائس» في تونس، لكن كان هناك جانب آخر من الظلم بأنهم اعتبروا هذا الفن موجهاً للأطفال. أما باقي الدول، فلم تعط الأهمية الكافية لهذا الفن واستمر بمبادرات فردية لم يستمر إلا القليل منها كمسرح «الدمى» اللبناني. حتى اشتغالنا مع المؤسسات المحلية والعربية لتطوير هذا الفن كان خجولاً لم يستمر لعدم قدرتها على اكتشاف أهمية هذا الفن. لم نستطيع استكمال ملفات إنشاء مراكز لفنون العرائس في العديد من الدول العربية رغم اجتهادنا الشخصي والمؤسساتي.

* إلى مدى أثرت الحرب على المسرح في سوريا؟
في أي منطقة في العالم يحدث فيها حرب، سيكون هناك التركيز على الأمن والأمان والغذاء والنوم والإنقاذ على حساب باقي القطاعات خصوصاً الثقافي. وفي سوريا، تأثّر القطاع الثقافي وخاصة المسرحي، لكنه لم ينقطع تأثر من ناحية الإنتاج. ومن ناحية أخرى، هناك هجرة بعض المبدعين، ومن ناحية ثالثة هناك عدم قدرة الجمهور في بعض مراحل الحرب على الوصول إلى المسرح لمشاهدة العرض. مع ذلك، استمر الابداع المسرحي والدرامي سواء كان للأطفال أو الكبار وحتى في مسرح العرائس. وفي زيارتي الأخيرة إلى سوريا، لاحظت جملة من الأنشطة المسرحية والتدريبات في دمشق وباقي المحافظات، إضافة إلى الألق الذي لمسته في المعهد العالي للفنون المسرحية بأقسامه المتعددة. هناك شريحة شبابية بدأت تنشر ابداعها المسرحي والدرامي.