مساء اليوم، تجتمع المطربة اللبنانية سمية بعلبكي مع ثلاثين عازفاً بقيادة المايسترو هاروت فازليان وكورال مؤلّف من ستة أشخاص ضمن أمسية يعود ريعها إلى دعم التعليم في المدارس الرسمية. هذه المدارس التي تواجه اليوم ضغطاً هائلاً مع اشتداد الأزمة المعيشية والاقتصادية على كاهل اللبنانيين. الأمسية تشكّل التجربة الثانية التي تجمع سمية بعلبكي بالمايسترو الذي يقول لنا: «بعد قيادتي لحفلات السيدة فيروز وجوليا بطرس في المجال الشرقي، أردتُ أن أخطو خطوةً إلى الأمام على صعيد الأغنيات الشرقية واللبنانية. أسميت الحفلة الأولى Viva La Divas وقدّمنا أغنيات من العالم العربي لأم كلثوم وأسمهان. كانت تجربة جميلة مع سمية، ونحن متفاهمان على كلّ ما نريد تقديمه. الأمسية الثانية التي تقام اليوم، تحمل عنوان «أنغام وأفلام» حيث فكّرت في تقديم أغنيات أفلام ليس فقط للنساء ولكن أيضاً للرجال مثل عبد الحليم حافظ، وفريد الأطرش، ووديع الصافي... ومن النساء، هناك ليلى مراد، وفيروز، وصباح... الجميل في الفكرة أن تغني سمية أغنيات الرجال. هي أربع عشرة أغنية وعالم جديد بالنسبة إليّ. أحب هذه الأغنيات وأتعامل بها بطزاجة، لأنني أقدّمها للمرة الأولى على خشبة المسرح. أحببتُ العودة إلى الأغنية الأصلية والتسجيل الأساسي للأغنيات. الحفلة مقاربة طازجة وحيوية للأغاني القديمة من دون توزيع جديد. كلّ أغنية هي جوهرة... إحدى هذه الأغنيات سنضمّنها موالاً في منتصفها، وسمية استغربت هذه المقاربة، وهناك سبب لاختيارنا وليس عشوائياً». يستوقفنا بوستر الحفلة الذي يحاكي بوسترات الأفلام القديمة. يعلّق هاروت فازليان: «بوستر الحفلة هو فكرتي، نابع من الحنين لطفولتي، تذكّرت السينما في ساحة البرج والبوسترات، وكيف كان الخطّاطون يكتبون بخطّ اليد على هذه البوسترات. وجدنا الفنان إمام عز الدين الذي تولّى رسم البوستر وكان والده يعمل على البوسترات في الماضي». إلى جانب الدافع الخيري، ترى سمية بعلبكي أنّ حفلة الليلة مهمّة لأنّه «أمام الانهيار الاجتماعي والثقافي والفني الكبير وما نراه ونسمعه من ظواهر غريبة تسمّى فنّاً تشبه الوضع الراهن، يكمن التحدي في أن نبقى مصرّين على تقديم الفن الراقي والجميل... واجتماعياً ما زال الفنّ قادراً على المساندة والدعم للتعليم والمبادرات الإنسانية». تضيف أنّ حفلة الليلة تندرج ضمن سلسلة حفلات تقدّم على مسرح «كازينو لبنان»، فـ «بداية التعاون مع المايسترو فازليان كانت في تشرين الثاني (نوفمبر) 2022 حين قدّمنا Viva la Divas واليوم أقدّم التعاون الثاني معه في أمسية تتضمن أجمل المحطات الغنائية في السينما العربية.
أمسية تتضمن أجمل المحطات الغنائية في السينما العربية

أغنيات طبعت في الذاكرة وبقيت خالدة لأنّها قدّمت ضمن أفلام». الهواجس الفنيّة تشغل كل فنان بحسب بعلبكي، فـ «أي فنان يريد تقديم عمل راقٍ لديه هواجس عدّة، لكن في حالتنا نحن، تضاف إليه الهواجس التي نمرّ بها نتيجة الوضع الاستثنائي الذي نعيشه في لبنان. وقبل كل حفلة، نبدأ بطرح مجموعة من الأسئلة: هل ستقام؟ هل ستحصل خضّة أمنيّة في البلد؟ هل سيكون الناس قادرين على متابعة الحفلة في ظلّ هذا الوضع التعيس والأمر ينسحب على كلّ الحفلات في لبنان؟».
نسألها إن كانت تستفسر عمّن يموّل كل حفلة تقيمها، فتجيبنا: «أسأل في كلّ حفلة أقدّمها عن الجهة التي تقف وراءها وهدفها. خلال محطات كثيرة من مسيرتي، أقمت أنشطة تعاونت فيها مع جمعيات تقدّم مساعدات تربوية وصحية وهذا جزء من هدفي. أحاول قدر استطاعتي تقديم عمل يعود بالنفع العام... وهذا ليس تعاوني الأول مع جمعية «أنا أقرأ»، إذ تعاونّا سابقاً وأقدّر جداً هذه الجمعية لأنّها تقدّم الدعم في مجال التعليم في وقت نعيش فيه أزمة كبيرة جداً، وخصوصاً في التعليم الرسمي».

* «أنغام وأفلام»: 20:30 مساء اليوم ــــ قاعة السفراء في «كازينو لبنان»