الفرجة السينمائية على الشواطئ لجمهور المصطافين هو هدف مهرجان «منارات» في دورته الرابعة التي تنطلق غداً حتى 29 من الشهر الجاري في عدد من المدن التونسية المتوسطية.انطلاق المهرجان سيكون من ضاحية حمام الأنف جنوب العاصمة تونس التي كانت مقراً صيفيّاً لملوك تونس وأمرائها قبل اعلان النظام الجمهوري. وسيكون فيلم الافتتاح شريطاً تحريكياً من تونس لزهير محجوب مع عرض موسيقي للفنانة لبنى نعمان وفاضل أبوبكر وعماد الرزقي وعماد الفاهم. وسيكون الختام بفيلم جزائري هو «عمر لافراز» للمخرج رضا كاتب الذي يروي لنا قصصاً بسيطة وحكايات تعيش في الظل بين الأحياء الشعبية وجدران المدن القديمة على حد تعبير المخرج.
المهرجان الذي ينظمه «المركز الوطني للسينما والصورة» سيقدّم تسعة أفلام روائية طويلة من تونس والجزائر ومالطا وتركيا وسوريا وإيطاليا وفرنسا، تتنوّع بين الروائي والتسجيلي والتحريك والأشرطة الطويلة والقصيرة.
عروض المهرجان ستصل إلى شواطىء جزيرة جربة وقابس وجربة في الجنوب الشرقي، كما ستمتد إلى باجة في الشمال الغربي وبنزرت «عروس الشمال» كما يلقبها التونسيون.
ولن يقتصر المهرجان على العروض السينمائية، بل سينظم ندوة عن السينما والهجرة، وندوة ثانية عن السينما والبيئة وهما المحور الرئيسي لأفلام الدورة الرابعة من المهرجان الذي تأسس قبل خمس سنوات بالشراكة بين وزارة الثقافة و«المعهد الفرنسي للتعاون» وهدفه الأساسي الإضاءة على سينما المتوسط و«خلق تقاليد جديدة في الصيف الذي لا يقبل فيه الجمهور على قاعات السينما عادة وقاعات المراكز الثقافية المغلقة».
وفي هذا يعود المهرجان إلى بدايات العروض السينمائية في بداية دولة الاستقلال عندما خصصت وزارة الثقافة الناشئة آنذاك «قوافل سينمائية» كانت تتنقل بين القرى والأرياف وتعرض أفلاماً على الجدران لنشر الثقافة السينمائية تجسيداً لرؤية الزعيم الحبيب بورقيبة الذي خصّص خطاباً كاملاً للتأكيد على أهمية السينما في رفع المستوى الثقافي للشعب حديث العهد بالاستقلال.
ويركّز المهرجان على الحوار بين المخرجين والجمهور في نقاش العروض واستعراض قضايا البيئة والتحولات المناخية التي يعانيها العالم وقضايا الهجرة وهي حديث الساعة اليوم في أفريقيا وأوروبا، وتقع تونس في قلب هذا الحوار بين ضفتي المتوسط.
وفي برنامج المهرجان أيضاً ورشة مخصصة لكتابة السيناريو ستحتضنها «مدينة الثقافة الشاذلي القليبي» ستمتد على كامل أيام المهرجان. ولم تسلم الدورة الرابعة من الجدل بين عدد من الفاعلين في قطاع السينما وممثلي الجمعيات الثقافية. جدل استمرّ منذ العام الماضي محوره مدى جدوى تنظيم الوزارة (من خلال المركز الوطني للسينما والصورة) لهذا المهرجان الذي كان في الأصل مبادرة من المنتجة درة بوشوشة بدعم من وزارة الثقافة والمعهد الفرنسي. لكن وزيرة الثقافة حياة قطاط رأت أنه من الأفضل أن تتولى الوزارة تنظيم المهرجان بالتعاون مع بعض الجمعيات، وهو ما اعتبره عدد من الناشطين في مجال الفن السابع خطأ وانتكاسة للفعل الثقافي.