تحت عنوان «ميلينيا: مرآة الإنسانية»، يُقيم «المركز اللبناني للعلوم النفسية والاجتماعية- نفسانيون»، مؤتمره الدولي الثالث في «متحف نابو» (الهري ـ شمال لبنان) في الأول من تشرين الأول (أكتوبر) 2023. برعاية وزارة الثقافة اللبنانية، يبتغي المؤتمر تلمُّس التقاطع بين الفن وعلم النفس، والقوّة التحويلية لهذين الميدانيْن عبر العصور. تشارك في المؤتمر نخبة من الاختصاصيين في علم النفس والمثقفين والمبدعين والأكاديميين، أبرزهم الشاعر أدونيس، ورئيسة «المعهد الوطني العالي للموسيقى» في لبنان الفنانة هبة القواس، والإعلامي والشاعر زاهي وهبي، والمخرج والمسرحي جان داوود، والتشكيلي السوري سبهان آدم، وسواهم.
مؤسِّس مركز «نفسانيون» علي الأطرش يقول لنا إنّهم سيدرجون الفلسفة أيضاً في المؤتمر مع جان بيار نخلة (محاضر في الجامعة اللبنانية)، وأنهم خَصُّوا أدونيس بـ «حوارية» حول إشكالية الإبداع في العالم العربي مع المحلّلة النفسية حورية عبد الواحد (جامعة السوربون)، علماً أنّ زاهي وهبي سوف يدير الجلسة (الساعة 3:10 ــــــ 3:40).يرمي المؤتمر إلى «إبراز أهمية دمج الفن وعلم النفس، ودعم الثقافة اللبنانية ولبنان، وتوفير منصّة لتبادل المعرفة والأفكار حول الموضوع المطروح، وتعزيز طرق جديدة لاكْتِناهِ دور علم النفس في العملية الإبداعية»، إضافةً إلى ترويج أساليب ورؤى جديدة لاستخدام الفن على اعتباره أداةً علاجية، وتوفير منصّة للفنانين وعلماء النفس لعرض أعمالهم وأفكارهم، والإسهام في الحوار العالمي حول دور الفن وعلم النفس في تعزيز ازدهار الإنسان، وإلهام الطلاب والمهنيين الشباب وتثقيفهم في الميادين المذكورة.
المضمون سيكون منوَّعاً ودينامياً يتعدّى العروض التقديمية التقليدية للمؤتمرات. إلى جانب المحاضرات والنقاشات التي يقودها الفنانون وعلماء النفس، سوف تُعرَض مجموعة منتقاة من مقاطع الفيديو والأفلام الوثائقية، إضافةً إلى جولة في «متحف نابو» تُيَسّر الفرصة «لاختبار الفن التاريخي والمعاصر عن قرب في مكانٍ ساحر»، والبرنامج يشتمل على عروض فنية.
بعد كلمة مؤسِّسي «نفسانيون» ثمّ الكلمة الافتتاحية (جواد عدرا)، ثمّة كلمات ومداخلات حول «سيكولوجيا الإبداع: تعريفاً وعمليات وبعض التطبيقات» (البروفيسور مصطفى حجازي)، و«فاعلية اللعب، الفن، و»الإبداعية في تحصين الوعي والنهوض المستدام» (جان داوود)، و«وجع الإنسان ما بين الأركيولوجيا والتاريخ: التعبير بالفن وعلى الأريكة» (البروفيسور عباس مكّي)، و«عن الرسم في زمن الحمقى والحرب» (سبهان آدم)، و«ضرورة الشعر في عصر الذكاء الاصطناعي» (زاهي وهبي)، و«الإبداع الفني في بُعده الفلسفي» (جان بيار نخلة)، و«دور الفن في تشكيل النفس الإنسانية: مقاربة من التحليل النفسي» (إيلي أبو شقرا)، و«التصوير: التحليل النفسي في المرآة» (مارلين الحداد)، و«أهمية تطوير الحس الجمالي في تطوير النفس البشرية ومساهمته في التعبير عن النزاعات الداخلية والتفوّق عليها» (ليلى عاقوري ديراني)، وسواها من المواضيع.
يضيء المؤتمر على العلاقة بين الفن وعلم النفس


يوضح مركز «نفسانيون» أنّ مصطلح Millenia الذي اختاره عنواناً للمؤتمر «يشير إلى حقبة من التاريخ البشري والثقافة على مدى آلاف السنوات. يُعَدّ هذا الإطار الزمني الطويل مهمّاً لأنه يشمل تطور العديد من الثقافات والحضارات والحركات الفنية المختلفة التي أسهمت في تشكيل العالم الذي نعيش فيه اليوم. فنياً، يمكن استخدام مفهوم الألفية «ميلينيا» لاستكشاف كيفية تطور وتحوّل الأساليب والتقنيات الفنية على مدى آلاف السنوات، وكيفية تأثرها بالسياقات الثقافية والتاريخية المختلفة. أمّا في علم النفس، فيمكن استخدام مفهوم الألفية «ميلينيا» لاستكشاف الطرق التي تطوّر بها السلوك البشري والإدراك والثقافة بمرور الوقت، فقد يدرس عالم النفس كيفية تغيُّر المعايير والقيم الاجتماعية على مدار آلاف الأعوام، أو كيف شكّلت الأحداث والتطوّرات التاريخية المختلفة الطريقة التي يفكّر بها الناس وتأثيرها على تصرّفاتهم راهناً».

* «ميلينيا: مرآة الإنسانية»: الأول من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل ــ «متحف نابو» (الهري ـ شمال لبنان) ــ للاستعلام: 03/638911