تسبّب إعلان لمسرحيّة على شكل أيقونة مسيحيّة في إثارة جدل غير مسبوق في سلوفاكيا عشيّة توجه الناخبين هناك، غداً الأحد، إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد. ويبدو أنّ المخرجة فاليريا شولتشوفا (48 عاماً) لم تتوقع أن يشتهر عرضها الجديد على «مسرح هفيزدوسلاف» في العاصمة براتيسلافا لكل الأسباب الخطأ رغم أنّها معروفة بأعمالها الاستفزازية، في ظل استقطاب سياسيّ حاد تشهده البلاد بين مؤيدي روسيا المحافظين وأنصار الغرب الليبراليين. ففور الكشف عن الإعلان، غصّت صناديق البريد الوارد الخاصة بها وبموظفي المسرح بالتهديدات بالاغتصاب وقطع الرأس، فيما تداعى الآلاف عبر الإنترنت للتوقيع على عريضة تطالب بفصلها من منصبها كمديرة للمسرح، ووصفها أحد أعضاء البرلمان المنتهية ولايته بأنّها «شخصيّة بربريّة متطّرفة». كما اضطرت الشرطة للفصل بين محتجين يمينيين نظّموا احتجاجاً أمام المسرح، وناشطين ليبراليين من المجتمع المدني تصدوا لهم.
وجاء الإعلان عن الموسم الجديد على شكل نافذة زجاجية ملوّنة، وفيها مشهد لشبّان يحملون أعلاماً على طريقة الفنون في العهد الشيوعي قبل عام 1989. لكن الأعلام كانت أوكرانية، ومناهضة للفاشية، بالإضافة إلى راية قوس قزح الخاصة بمجتمع الميم، ما أثار حفيظة قطاعات عريضة من السكان المحافظين.
ونفت شولتشوفا أن يكون تصميم الإعلان قد استهدف الاستفزاز، وقالت للصحافيين إنّ «الغاية كانت إظهار الشباب السلوفاكي الليبرالي سعيداً ومتحمساً تحت هذه الأعلام»، واعتبرت أن العاصفة الهائلة التي تسبب فيها جاءت بسبب الجو الانتخابي المحتقن، و«إلا لما انتبه له أحد».