أساطيلُ مجنونةٌ تستعدُّلتغزوَ شطآنَنا المُذهلة
ونحنُ هنا في الزّمانِ السّخيفِ
نعِدُّ الأساطيرَ والأمثلة
بريئونَ من كلِّ حصنٍ تهاوى
أمامَ التّفاهةِ واللَّبرَلة
مليئونَ بالغضبِ المستمرِّ
وبالعدلِ من سورةِ الزّلزلة
نحدِّقُ في الصّنمِ العدميِّ
الذي لا يخافُ من الحَوقلة
يديرُ الحروبَ التي تتعلّقُ بالذّاتِ
إذ ذاتُهُ مشكلة

«راجعون» (مواد مختلفة على كرتون ـــ 60 × 50 سنتم ــ 1957 ـ مجموعة بارجيل) للكاتب والمناضل الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني


ويرعى صبيَّ اليسارِ اليتيمِ
ويرعى حكوماتِنا الأرملة
ستحطِمُهُ مثلما حطَمَتهُ
زنود من السُّمرِ مُستَبسِلة
أشدُّ من الرّاعداتِ الصّواعقِ
أنقى من الدّمعةِ المُسبَلة
تحبُّ التَّوكُّلَ قبلَ السؤالِ
تحبُّ البلادَ بلا أسئلة
تحبُّ الحياةَ لمجدِ الحياة
ولا مجد إن لم تكن جُلجُلة
كذلكَ أوَّلُها بلبلة
وأقدارُ «كنعانَ» مستعجلة
وكفّا «عليٍّ» من الجهتينِ
تضكّانِ يا «خيبرَ» المرحلة
فليتَ الذينَ رأوا ما رأينا
يعودونَ عن غَيِّهِم أنملة
وليتَ الذين ادَّعوا وتداعَوا
يكفّونَ عن هذه المهزلة
حرونٌ ومن سقطوا غيرُ أهلٍ
ولكنّنا أهلُها مقبلة
عزيزونَ
أولادُ عمِّ الجليل
نوازلُ ترفعنا منزلة
تموتُ البيوتُ ونحيا
ونحيا ويولدُ جيلٌ من القنبلة
لثاراتنا من زمانٍ مضى
ثلاثةُ أرباعهِ مقتلة
عنيدون كالتّبغِ
منغرسونَ كزيتونةٍ في المدى مُرسَلة
* لبنان