حدثٌحدثَ بقوةٍ حتّى أنّنا لم نعرف إذا كان سيتوقّف
الموتى لا يحتاجون إلى أسماء
يكفيهم رقم واحد
إنّه السقف الذي انطبق عليهم
السماء التي سقطت فوقهم
حدث بقوة لكن خرس فوراً
كان دقيقة واحدة، صرخة فقط
لم تلبث طويلاً، لا بدّ أنها وصلت محطّمة
كانت مدينة تنفجر في الأعلى
عندما هوى على وجهه

عمل (1979) للفنان السوري الراحل برهان الدين كركوتلي


زقزق الأطفال من فوق
أحجار كثيرة، بألف وجه، استمرت في لعبها
لقد تأخّرَت في الحضيض
كان حبّ بقطع عديدة
كان نهارٌ في الأسفل
أجسام بأيد زائدة، بأصابع من عجين استمرت تغنّي
أعمار بسرعة البرق، عيون من خارج الحياة، أيام تخرج من بعضها
الزمن يتساقط من أعلى
سقوفاً فوق سقوف
إنه يبصق أسنانه
إنها أشلاؤه التي تعدّ بالأسابيع
وليست حرباً إلا حين لا يبقى وقت في الأَنفاق
ليست حرباً إلا حين تنقل العراء إلى الضفة الأخرى
وإلّا حين لا يعود هناك صوت آخر للإعدام
ستكون هذه الوحشة شاملة ولا تُقاس بالأيام
ستكون هناك خطوط وقبعات واقية وبقايا من كلّ صنف
لكن لا أحد سيكون حيّاً من وراء الصناديق
سيكون حقّاً جفّ الوقت وجفّ الدم
ولن يجدوا الرأس الذي أحدث هذه الفوضى
لن يكون هناك أشخاص كفاية في العلبة
ولا أسماء كفاية لنقل هذا الضجيج
سيكون هناك صراخ يتجوّل يتيماً
ويؤكد أنه هكذا منذ قرون
يؤكد أنه ليس هكذا ولد وليس هكذا حمل اسمه
لقد نقلوه من حيث لا يذكر وهو من ذلك الحين
ابن كل مدينة فارقها وكل ميدان نقلوه إليه
سيكون طفلاً في كل يوم وأباً لمن لا يعرفهم
سيكون دائماً تحت الأنقاض وسيستعير من كلام عدوّه
سيرةً لنفسه ولقباً
سيبقى وراءه دون أن يتعلّم كيف يختفي.
* لبنان