في سلسلة اللقاءات الشهرية التي ينظِّمها «مركز التراث اللبناني» في «الجامعة اللبنانية الأَميركية» LAU، عقَدَ ندوة خاصة عن الأَخطل الصغير (بشارة الخوري) أَمير الشعراء.افتتح الندوةَ رئيسُ الجامعة ميشال معوّض بكلمة جاء فيها: «من أَجمل ما فيها، هذه الأُمسية، أَنها تُعيدُنا إِلى ماضٍ جميلٍ من نَشْأَتِنا وشبابنا، وكيف كان يومَها ذاك الزمنُ الجميل. فمنذ الصفوف الثانوية في المدرسة، وَعَينا على قصائدَ أَحبَبْناها وحفِظْناها ولم تغادِرْ ذاكرتَنا لجمالها وذكرياتها. فنتذكَّر بعضَ ما حفِظْنا، ونستعيدُ أَبياتًا باقيةً في الذاكرة منها:
قُمْ نُقبِّلْ ثغْرَ الجهادِ وجِيدَهْ أَشرقُ الكونُ يومَ جدَّد عيدَهْ
نحن لا نحسبُ الحياةَ حياةً أَو نُفَدّي أَوطانَنا المعبودهْ
ومنها:
عُذْرٌ لِمن ماتَ لا عُذرٌ لِمن سَلِما إِذا تَهدَّم مجدٌ واستُبِيحَ حِـمَى
سِيَّانِ عند ابْتِناءِ المجد في وطنٍ مَن يحملُ السيفَ أَو من يحملُ القَلَما
هذه وسواها مما أَحبَبْنا لبنانَ لأَننا أَحبَبْناها ورَدَّدْناها». وأَضاف: «لكننا أَيضاً أَحببْنا ورَدَّدنا الكثير من القصائدِ الـمُغَنّاة، وهي باقيةٌ إِلى اليومِ في مكانٍ جميلٍ من أَيام شبابنا الأَوَّل. نتذكَّر مثلاً بصوت عبد الوهاب:
الهوى والشبابُ والأَملُ المنشودُ تُوحي فتبعَث الشعر حيَّا
أَأَنا العاشق الوحيد لتُلقى تَبِعَاتُ الهوى على كَتِفَيَّا؟؟
ونتذكَّر بصوت فيروز:
يا عاقدَ الحاجبينِ على الجبينِ اللُجَينِ
إِن كنْتَ تقصِدُ قتْلي قَتَلْتَني مرَّتينِ»
وختم معوض: «وراءَ هذه الأَبيات جميعاً: شاعرٌ واحدٌ ملأَ أَسماعَ لبنانَ والشرق. إِنه الأَخطل الصغير... إِنه أَمير الشعراء... إِنه شاعر الهوى والشباب، مَن نحن مَدعوُّون هذا المساء إِلى تَذَكُّره في هذه الوليمة الشعرية والغنائية من عالَم الأَخطل الصغير».
بعدها عرضَ مديرُ المركز الشاعر هنري زغيب محطاتٍ رئيسةً من سيرة الأَخطل الصغير، وقرأَ على الحضور أَبياتاً اختارها من بعض قصائد الشاعر: «الهوى والشباب»، و«سعد زغلول»، و«أَحمد شوقي»، و«جبران»، و«الصبا والجمال»، و«المتنبي»، و«كفانيَ يا قلب»، و«يا أُمَّةً غدَت الذئاب تَسُوسُها»، و«عُذْرٌ لِمن مات»، و«عيد الجهاد»، وسواها. وختم القراءات بأَبيات من قصائد الشعراء في مبايعة الأَخطل الصغير «إِمارة الشعر» (قصر الأُونسكو - 4 حزيران/يزنيو 1961) من أَمين نخلة وصالح جودت وأَحمد السقاف وعمر أَبو ريشة وآخرين، ثم بأَبرز ما قيل في مهرجان الذكرى الأُولى لغياب الشاعر (قصر الأُونسكو – 28 كانون الأَول/ديسمبر 1969) من سعيد عقل ونزار قباني ومنصور الرحباني وأُنسي الحاج ومحمد الفيتوري وآخرين.
وتخلَّلت القراءاتِ أُغنياتٌ من شعر الأَخطل الصغير بمرافقة موسيقية من فادي أَبي هاشم، وغناء مارينا العْتِلّ («قد أَتاك يعتذرُ»، «يا عاقد الحاجبَين»)، وأَمين أَضباشي («يا ورد مين يشتريك»، «عشْ أَنتَ إِني متُّ بعدك»، و«جفنُه علَّم الغزل»).