القاهرة | في ما يبدو أنها صحوة انتخابات الرئاسة، بدأت وزارة الثقافة المصرية ووزيرتها نيفين الكيلاني في افتتاح بعض المعارض أو المشاريع التي يظهر من أسمائها أنها تأتي في هذا التوقيت خدمةً للرئيس المرشح للرئاسة عبد الفتاح السيسي، كما تقول لافتاته المعلّقة في كل مكان في القاهرة. ورغم أن الرئيس لا يحتاج إلى أي شيء كي يفوز بالرئاسة، فمن ترشّحوا قبالته لا تعرفهم سوى حملاتهم الانتخابية، إلا أنّ وزارة الثقافة تريد أن تظهر على الأقل مشاركاتها الفعّالة في «العُرس الانتخابي» الذي بدأ خارج مصر أخيراً، ربما خوفاً من أن تأتي الانتخابات بتغيير وزاري يقصي الوزيرة بعيداً من منصبها.
(لطوف ـ البرازيل)

وظهرت وزيرة الثقافة وهي تفتتح معرضاً تشكيلياً لعنوان «مصر أد الدنيا» وهي الجملة التي اشتهر الرئيس المصري في بداية حكمه قبل عشر سنوات بقولها من حين إلى آخر وهو يخاطب المصريين، ويعدهم بأنه سيحول مصر إلى الدولة الأهم، وتكون «قد الدنيا كلها» مرة واحدة من دون أي تأخير. وهو ما لم يتحقق بالطبع وربما لن يتحقق، لكن وزارة الثقافة باقية على وعد أُطلق قبل عقدٍ كامل، وذهب كغثاء السيل ولا يبقى منه حالياً سوى السخرية عليه من حين إلى آخر عبر منصات السوشال ميديا. وقد افتُتح المعرض في دار الأوبرا المصرية على نيل القاهرة، وكانت الصورة التي انتشرت للوزيرة عبر صفحة الوزارة الرسمية أثناء الافتتاح وهي تنظر مع آخرين إلى صورة معلّقة في المعرض للرئيس السيسي، من دون أي اعتقاد ولو حتى تمثيلاً بأن هذا مشاركة من جهة حكومية يُفترض بها الحياد في انتخابات الرئاسة أثناء مدة الدعاية الانتخابية للمرشحين للرئاسة، لكنها افتتحت معرضاً بالكامل يوثّق ما تشهده مصر على أنّه «نهضة وتنمية في مجالات الحياة كافة» كما جاء في بيان الوزارة الرسمي عن المعرض. في الإطار نفسه، أقيمت مسابقة ثقافة للأطفال تحت عنوان «مصر في عيون أطفال العالم» للتعرّف إلى كيفية رؤية أطفال العالم (من سن 4 إلى 18 عاماً) إلى مصر!
شاركت الوزارة كذلك في مشروع جديد هو «كشك كتابك» في قرى محافظة سوهاج جنوب مصر، ضمن مبادرة الرئاسة المصرية «حياة كريمة». مشروع أطلقه السيسي قبل سنوات للقضاء على الفقر والعشوائية في القرى المصرية، لكنه الآن يواجه التعثّر نظراً إلى الأزمة الاقتصادية الخانقة في المحروسة. وفي حين أنّ مشروع «حياة كريمة» عام ويحوي الكثير من التفاصيل التي يمكن لوزارة الثقافة أن تشارك فيها، إلا أنّ هذه المشاركات لم تظهر إلا أخيراً. كما افتتحت الوزيرة معرضاً للكتاب، قالت إنه سيُعقد في التوقيت نفسه كل عام! وبدت الوزيرة كأنها في سباق تتنقّل من محافظة إلى أخرى في توقيت ضيّق جداً، هو المدة التي تسبق انتخابات الرئاسة التي تنطلق داخل مصر في أيام، لكي تفتتح مشاريع أو تشارك في أحداث ثقافية محلية.
فات وزارة الثقافة الكثير منذ بداية الحرب على غزة، ووقعت في أخطاء كثيرة، سواء في إقامة بعض الحفلات، والابتعاد التام عن الإشارة إلى ما يحدث في غزة، ثم ظهور جهات في الوزارة تتحدث عن الحرب أو توقف أنشطتها تضامناً مع الفلسطينيين، بينما واصلت جهات أخرى برنامجها كأنّ لا شيء يحدث على حدود مصر الشرقية، في تخبّط واضح من جهات الوزارة، ما أدى إلى قيام كل جهة بما تريده من دون موقف واحد. وبعد كل هذه الأيام من الحرب، نظمت الوزارة عبر «المركز القومي للسينما» و«صندوق التنمية» أسبوعاً لسينما فلسطين ضمن ما أطلقت عليه فعاليات «التضامن مع القضية الفلسطينية».