[1]في السوق القديم
تجرُّ امرأةٌ أعوامَها
بخفّةِ حمامةٍ على عجل
وتبيعُ نصفَ عمرِها الأخضر
كي لا تحتويها
أسباب الزكاة الثمانية

[2]
في السوق القديم
رائحةُ المماليك ورائحةُ الشواءِ
الفرقُ يصنعُ من عينيكَ علامةَ استفهامٍ
لا يجيبُها أحد

[3]
في السوق القديم
بالضبط بمحاذاة بائع الراديوهات
تسقطُ الأخبارُ مع حلوى أطفال
وبيض بلدي
وأدوات لكل شيء
والقذيفةُ تلمُّ الجميع
لتقول: لا فرق

[4]
في السوق القديم
بائع التحف
يعرفُ تاريخَ كل صورةٍ في دكانه
يعرفُ مقدارَ العاطفةِ في مسبحةِ الكهرمان
يحتفظُ بقبلاتِ أمهاتٍ لأطفالهنّ
بسلاماتٍ من أحبابٍ بعيدين
بخطٍّ يدويٍّ
وحبرٍ أزرق مرتعش
بائعُ التّحفِ ذاك
دائماً أراه
يقرأ الكتابَ نفسه عن تاريخ المدينةِ
ودائماً يفهمُ التاريخَ من جديد

[5]
في السوق القديمِ
أنا وصديقي الذي لم تثلّمه الحضارةُ
نحصي خطى الجنودِ على أسطحِ «العقدات»
وندرسُ تفاصيلَ بائعةِ «الحبلّق»
وحين نساومها على ما زرعت يداها
تقول بوجهها المنحوتِ من الصلوات:
ازرعوا وسأشتري منكم
فنخجلُ كطفلين لا يعرفان الحقيقة

[6]
في السوق القديم
نصيرُ أشخاصاً آخرين
عيوننا التي تسبحُ فوق أعشاب الجدران
ينتهي العالمُ
حين نخطو داخل القوس المحنى بالأزمنة
ويبدأُ وقتنا الأزلي
ونعودُ نحملُ خرخشةَ الفرحِ
وصورةً لا تنمحي
للسوق القديم

(*) سوق الزاوية: من أقدم أسواق مدينة غزة يعود تأسيسه إلى العصر المملوكي
(**): رام الله