لا يغُرَّنَكُمْ هذا الهدوءُ فالعواصفُ دوماً تهبُّ بعد سكونٍ
وبعد العواصف غيثٌ
وبعد الغيث يأتي الطوفان
سيقاومكم زيتون بلادي وبلُّوطه والأقحوان
سيقاومكم الزعتر والحنون وشقائق النعمان
هذي الجبال الشمِّ لن تكون لكم
ولا السهول ولا الجداول ولا الوديان
دمي في عروقها يسري
ونبض قلبي في جوفها، وتسندها عظامي
وأرضها حبلى بالعنفوان
أيا محتلاً لأرضي ألا اعْتَبَرْتَ بهزائمِ من مرّوا من هنا؟
ألا اعْتَبَرْتَ من صمودنا على مرِّ الزمان؟
هذي فلسطين بجبالها وشعبها وشموخها
وبعزة نفسها .. تهزم العدوان
هذي أرضنا تتكلم العربية على مر الزمان
هذي سماؤنا وهذا التراب في تراثنا ذهبٌ وزعفران
هذي الصخور تحطمتْ عليها رؤوس البغي والعدوان
فارحل من عطر بياراتنا من قبل فوات الأوان
وارحل من شذى برتقالنا أيا رعديدا جبان
نحن، إن كنت لا تدري، فلسطينيون لا نرضى الهوان
نحن من علّم التاريح أنّ لكل آنٍ أوان
نحن من أطلع من عتمة الدجى فجراّ
ومن غياهب الليل فجّر البركان
فلسطينيون ونفخر بالعروبة وبالرجولة
وذاكرةٍ لا تعرف النسيان
لا يَغُرَّنَكَ تخاذل حكامنا وزحفهم على البطون
فشعوبنا العربية أبداً ليست على دين ملوكها
هواة الركوع وإهانة الروح والأبدان
شعوبنا العربية، وإن أمهلت، سِتُطْلِعُ من عتمة الليل فجرها
ومن دياجير الحُلْكَةِ يطلع صبحها
ومن الصخور الصمّ يتدفق نبعُها
ومن مرارة الهزيمة يأتي نصرها
ومن خلف الغيوم المدلَهِمَّةِ يأتي غيثُها
ومن حيث لا تدري، أيها المحتل أرضاً، تشرق شمسها
دباباتكم؟ طائراتكم؟ مدافعكم؟
ما الذي تستطيعه أمام إرادة الإنسان؟
أيُّ أسوار تحميكم إذا جاءكم الطوفان؟
أيُّ قيودٍ تكبل إرادة الحر أيها السجان؟
وأيُّ إرادةٍ تستكين للطغيان؟
قل لحُكّامِكَ، وقل لكل من يعنيهم الأمر،
فلسطينيون كنّا ولم نزل
وسنبقى هكذا، وتبقى الأرض لمن يَفْلَحُها
ولسكة المحراث يبقى صمود المكان