فراس السواح نفى بالطبع أن «يكون أهم من طه حسين» وقال إن الأمر لا يتعدّى «دعابة» ألقاها مع يوسف زيدان، وإن الأخير فاجأه بالسؤال. من جهته، نشر يوسف زيدان بياناً عبر صفحته على فايسبوك قال فيه إنه دارت بينه والسواح «محادثة مازحة، سأله خلالها: هل أنت أهم أم طه حسين؟ فأجابني ممازحاً: أنا وأنت أهم منه... واستكملنا الحوار بعد ذلك بشكل جاد». وتابع الروائي المصري أنه «بعد ساعتين فقط، انتشر مقطع مُجتزأ (هكذا كتبها الأديب الكبير) من جلسة المؤتمر، وانهالت علينا لعناتُ الغاضبين، وهجومهم السطحي من دون أي جهد للتأكُّد من المزاح المقتطع من سياقه، وانفجر غضبٌ لا داعي له».
بالفعل، انفجر غضب كبير في الأوساط الثقافية المصرية، فقال المؤلف والسيناريست مدحت العدل إنه رغم أهمية السواح وزيدان وأبحاثهما إلا أنّ «أقصى ما يُقال عنها إنها جيدة»، وتابع بأنّ طه حسين «عملاق زلزل مفاهيم تقليدية للفكر المسجون ودخل معارك فكرية فتح بها آفاقاً رحبة ومحلقة للعقل العربي». ووجّه العدل حديثه إلى فراس وزيدان قائلاً: «لعن الله الغرور والذات المنتفخة التي تجعل من صاحبيهما لا يريان الحقيقة». من جهته، قال رئيس تحرير «أخبار الأدب» الكاتب ياسر عبد الحافظ إنه حاول أن يتخيّل «لو يوسف زيدان كان من عصر طه حسين.. بماذا كان العميد سيصفه، وهو كانت بين أحكامه على من لا يرضى عن قيمتهم العلمية: التفاهة، واللامعنى، والسطحية، كيف كان ليتعامل مع هذا الحجم من الجهل والادعاء والصفاقة».
تصريح زيدان جاء على هامش مؤتمر «خمسون عاماً على رحيل طه حسين... أين نحن من التجديد اليوم؟»
حديث يوسف زيدان (مواليد 1958) والسواح جاء على إحدى منصات المؤتمر السنوي الأول لـ «مؤسسة تكوين الفكر العربي» الذي حمل عنوان «خمسون عاماً على رحيل طه حسين... أين نحن من التجديد اليوم؟» أقيم في «المتحف المصري الكبير». علماً أنّ «تكوين» تتخذ من القاهرة مقراً لها، ويضمّ مجلس أمنائها كلاً من يوسف زيدان وفراس السواح والباحثة التونسية ألفة يوسف والأكاديمية اللبنانية نايلة أبي نادر.
زيدان الذي أصدر عدداً من الدراسات والكتب حول التصوّف والفلسفة الإسلامية، إلى جانب روايات عدة أشهرها «عزازيل» الفائزة بجائزة «بوكر» العربية عام 2009، أدمن إثارة الجدل بتصريحاته التي تشبه فقاعات الصابون. وكان قد صرّح سابقاً بأنّ المسجد الأقصى الذي ذكر في القرآن، ليس هو نفسه الكائن في فلسطين، كما قال إنّ اليهود هم المقصودون بجملة «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» وليس الإسلام، إلى جانب أحاديث أخرى لا ينفك يلقيها ليثير اللغط حوله، ليس لأنها مغايرة والعقل العربي «متجمّد»، بل لأنه يختار الطريقة الأسوأ لتسويق أفكاره، وهو ما يجعله يصطدم بالناس.