قدّمت المقاومة في لبنان تجربة استثنائية في مسار الصراع المفتوح مع العدو، وتوَّجت مسيرتها بمحطات خالدة ومفصلية من تحرير الجنوب عام 2000، إلى انتصار تموز وآب 2006، وصولاً إلى ما تفعله اليوم جبهة الإسناد لغزة من جنوب لبنان ضمن معركة «طوفان الأقصى». وكان عماد هذه الإنجازات هو الجدية والتنظيم والعمل المتقن والمدروس (إلى جانب الإخلاص والشجاعة والروح العالية). هذه العناوين حكمت أيضاً مقاربة المقاومة للفنّ الذي يعبّر عنها النشيد المقاوم الذي يشعل الصدور حماسةً ويختصر المسافة بين المقاومة وناسها. انتقلت المقاومة بالنشيد الملتزم من مرحلة العمل العفوي لأفراد يمتلكون الموهبة والإيمان بالقضية، إلى ما يمكن اعتباره مشروعاً متكاملاً ومدروساً يستمدّ استمراريته من استمرارية المقاومة نفسها، مستفيدةً من وجود عددٍ كبير من المبدعين والموهوبين في مجالات الكتابة والتأليف والتوزيع الموسيقيين والإخراج التلفزيوني، ضمن بيئتها اللصيقة، ومن المخلصين لها، حتى أنّ هؤلاء قدموا أعمالاً خالدة يحفظها الناس من دون أن يعرفوا أسماء صنّاعها. في الذكرى الرابعة والعشرين لتحرير الجنوب، نستعيد أعمالاً خالدة في مجال النشيد المقاوم، وتحكي قصصها، مع التنويه بأنّ الأعمال الفارقة أكثر من أن يحتويها تحقيقٌ واحد، وبأنّ هذا التحقيق ليس بحثاً شاملاً يدّعي الإحاطة بالتجربة كاملةً، أو إنصاف كل من أسهموا فيها
بصمات الحاج رضوان
بعد أشهر على خروج نشيد «نصرك هز الدني» الذي كتبه الشيخ فادي عباس ولحّنه حسن غملوش، اختاره مدرب في دوري النخبة الإسرائيلي لكرة القدم لإشعال حماسة لاعبيه في مواجهة فريق مستوطنة «كريات شمونة» والتأثير على معنويات لاعبي الفريق المنافس. في حديث إلينا، ينقل عباس وغملوش عن الإعلام الإسرائيلي، حكاية المدرب الذي عرض أمام لاعبيه فيلماً يتضمن نشيدهما مع عبارات تحفيزية من قبيل «إسرائيل خسرت الحرب أمام منظّمة تتمتع بالانضباط والإصرار وتؤمن بقوتها وقد انتصرت بفضل عنادها». علّق الإعلام الإسرائيلي على الحادثة قائلاً إنه إذا كان نصرالله يبحث عن إثباتٍ على انتصاره العظيم، سيجده بسهولة في دوري النخبة الإسرائيلي لكرة القدم!
يعيد عباس الفضل في ارتقاء النشيد المقاوم إلى شخص الحاج عماد مغنية، القائد العسكري الذي كان شغوفاً بالموسيقى، عارفاً لأهمية الفن في ترسيخ فكرة المقاومة في الوجدان ومساعدتها في تحقيق أهدافها، والتكامل مع العمل العسكري. ويؤكد ذلك ما أورده غملوش في حديثه إلينا من أنّ الحاج رضوان استمع إلى النشيد وأعجب به، ثم أخذ يعزف على الأورغ مردداً الكلمات، حتى فكر في أن يطلب منه الإنشاد مع الكورال.
ينقل عباس وغملوش حكايتين من أجواء تصوير الكليب الخاص بالنشيد على يد المخرج ناصر بحمد. تقول الحكاية الأولى إنّ الحاج توقف عند تفصيل في المشهد الاستهلالي الذي يظهر راعياً ينفخ في «منجيرته» وخلفه تظهر مستوطنة المطلة، وهو أنّ المستوطنة تظهر في الكادر أعلى من الراعي، بينما ينبغي أن يحصل العكس، ودلّ المصوّرين إلى أحد المواقع المناسبة التي يمكن أن يظهر فيها مكان جلوس الراعي أعلى من المستوطنات، فتم تصوير الراعي هناك. أما الحكاية الثانية، فتتعلق بطلب المخرج أربع راجمات للصواريخ أملاً في الحصول على اثنتين، لجعل المشهد أقوى، ليفاجئه الحاج رضوان بتأمين 40 راجمة.
المفارقة أنّ «نصرك هز الدني» الذي تحول إلى ما يشبه نشيد انتصار تموز 2006، أعدّ في الأساس في مناسبة الذكرى السادسة لتحرير الجنوب، ولكنّ تأخّر إنجازه جعل ذلك متزامناً مع اندلاع معركة «الوعد الصادق» التي أسفرت عن نصر جديد «هزّ الدنيا» محاكياً كلمات النشيد!
رغم أنّ «نصرك هزّ الدني» سبق «نصر العرب»، إلا أن عباس لم يكن قد عرف أثناء كتابة «نصر العرب» بتلك التفاصيل المرتبطة بدور الحاج رضوان في تنفيذ نشيده السابق. لذا، عندما طُلِبَ منه الاستغناء عن العبارة التي يستهل بها نشيده الجديد، وهي «عَ دروب النصر مشينا، جبنا الأمجاد وجينا...»، والبدء مباشرةً بعبارة «نصر العرب» بالإيقاع الصاخب الذي اختاره لها المؤلف الموسيقي حسن غملوش، بناءً لتمنٍّ من الحاج رضوان، سأل باستنكار «ومن يكون الحاج رضوان؟»، فقيل له إنه مسؤول عسكري كبير في المقاومة، يوفر من موقعه تسهيلات للأعمال الفنية، وتحديداً في ما يتعلق بالنشيد المقاوم. لم يقتنع عباس بالتعديل، وأصرّ على رأيه قائلاً ما مفاده أن «للحاج عمله ولنا عملنا». وخرج النشيد إلى النور بشكله المعروف، مستهلاً بالعبارة ذاتها، ليأتي من ينقل للكاتب لاحقاً ثناء الحاج رضوان وإعجابه بالعبارة والنشيد، واقتناعه بصوابية إبقائهما على حالهما. وإذ أصرّ غملوش على مشاركة فنانين عرب ونساء غير محجّبات في التصوير، للتأكيد أن المقاومة تخصّ الجميع، فقد لاقى طرحه قبولاً ودعماً من الحاج رضوان وتم تنفيذه.

«عرس النصر» من دبكة أهالي الطيري
أخذت أناشيد المقاومة قبل التحرير الطابع الحماسي الثوري وإيقاع «المارشات» العسكرية المتناسب مع عمل المقاومة المسلحة، حتى جاءت لحظة التحرير. حين نقلت شاشات التلفزيون، بالبث المباشر، مشهداً لجنوبيين في بلدة الطيري يرقصون الدبكة بشكل عفوي من دون موسيقى، التفت المؤلف الموسيقي أسامة همداني إلى هذا النقص في المكتبة الموسيقية للمقاومة، حيث «أعددنا أناشيد للقتال ولم نعدّ أناشيد للنصر». كانت كلمات «عرس النصر» التي كتبها الشاعر الشيخ طارق إدريس بين يدي همداني، ومطلعها «حمداً لله أتى الظفر، حمداً لله، أبطالكَ يا وطني انتصروا، هم حزب الله».
وكان الوصول إلى لحنٍ يصلح للدبكة اللبنانية ولا يخالف الأحكام الشرعية المتعلقة بالموسيقى مسألة شائكة. لكن همداني توصل أخيراً إلى حلها بعد نقاش مع شقيقه الفنان أحمد همداني (مدير «مركز أطوار الموسيقي»)، مستلهماً أجواء «راجع يتعمّر لبنان» من دون أن يقع في التقليد والاستنساخ طبعاً، موائماً بين اللحن المبهج الصالح للدبكة وبين الآلات الموسيقية «العسكرية» والأصوات الرجولية لمنشدي فرقة «الإسراء». هكذا وُلِدَ لحن النشيد الذي سيتداوله الناس سريعاً حتى يصبح أهزوجةً للتحرير، ويكاد لا يُذكَر أحدهما – التحرير والنشيد – من دون الآخر! في حديثه إلينا، يذكّر أسامة نفسه وجميع زملائه العاملين في مجال الكتابة والتأليف الموسيقي والإنشاد المقاوم، بضرورة تحضير أناشيد النصر القريب في معركة «طوفان الأقصى» على جبهة غزة وجبهات الإسناد، «كي لا يباغتنا النصر قبل أن نستعدّ فنياً لاستقباله والاحتفاء به».

أبناء الشهداء يروون الحكاية
المؤلف والموزع الموسيقي محمد ترمس، تحدث إلينا عن نشيدٍ لم يكن مرتبطاً بصورة مباشرة بالمعركة أو بفكرة النصر، لكنه حفر عميقاً في وجدان أهل المقاومة، وهو نشيد «عندما حضنتني بالأمس يا أبي» (كلمات موسى فحص وإنشاد فرقة «براعم الشهداء»)، وهو كما يوحي عنوانه يأتي على لسان طفل يتيم من الشهداء.
يقول ترمس إنه أثناء عمله التدريبي في القسم الموسيقي والإنشادي ضمن الأندية الفنية المتخصصة التي تنظمها وترعاها «مؤسسة الشهيد»، ويستفيد منها أبناء الشهداء، سمع طفلة تحدّث رفيقتها عن اعتيادها الاستيقاظ على احتضان والدها وتقبيله لها صباحاً قبل ذهابه إلى عمله الذي لا تعرف عنه الشيء الكثير، فهو مهندس، ووالدتها كانت تقول لها إنه ذاهبٌ إلى أحد مواقع البناء. وتقول الطفلة لرفيقتها إن والدها لم يكن يعود من عمله إلا وقد نامت من جديد، ليحتضنها ويقبّلها مجدداً.
وتقول الطفلة أيضاً إنّ والدها ودّعها للمرة الأخيرة بهذه الطريقة، لكنه لم يعد في اليوم التالي، ولا الذي تلاه، واستمر غيابه أربعة أيام متتالية، قبل أن يأتي - من طرف المقاومة - من يُعلم العائلة بخبر استشهاده، فتدرك للمرة الأولى أن والدها كان مقاوماً!
رفع ترمس الفكرة إلى إدارة «مؤسسة الشهيد»، كي تكون موضوع نشيد لأبناء الشهداء، فوافقت الإدارة على تنفيذها، وأوكلت كتابة الكلمات إلى فحص. وأثناء إعداد الأخير للنشيد، استشهد السيد عباس الموسوي، فبادر إلى إضافة فقرة تحكي عنه وعن الشهيد الشيخ راغب حرب.
وفي نيسان (أبريل) 1993، ظهر النشيد مع الشريط المصوّر الخاص به، عبر تلفزيون «المنار»، ليصبح سريعاً، واحداً من الأعمال الخالدة والأيقونية في مجال الإنشاد المقاوم، بفضل فكرته وكلماته ولحنه وهوية من أنشده، وهم أبناء الشهداء الذين يخاطبون آباءهم الراحلين فداءً للوطن والقضية، بكلماتٍ مؤثرة.

الشوق الذي أبحر من عيوننا
يروي الشاعر أنور نجم أنه قصد السيد عباس الموسوي، الأمين العام السابق لـ «حزب الله»، قبيل استشهاده، برفقة المهندس نبيل عساف، كي يطلبا منه المساعدة في شراء آلات موسيقية جديدة لفرقة الولاية من النمسا (ساكسوفون وكلارينت). يقول نجم إن عجز موازنة الفرقة عن تحمّل المبلغ المطلوب، والثقة بالسيد الشهيد، دفعتهم للذهاب إليه وطلب المساعدة منه.
ابتسم السيد وطلب من ضيفيه العودة في صباح اليوم التالي، وعند عودتهما في الموعد المحدد، كان بانتظارهما مظروف يحوي 3500 دولار أميركي، هي ثمن الآلتين المطلوبتين.
وبعد أيام استشهد السيد عباس الموسوي، ثم وصلت الآلتان المطلوبتان في الوقت الذي كانت الفرقة فيه تتحضّر لعملٍ فنيّ يليق برثائه. يقول نجم إنّ كلمات النشيد المنتظر استغلقت عليه بدايةً، ولم يحل عقدتها إلا عجوز صادفها عند ضريح السيد الشهيد في «النبي شيت» تنعيه قائلةً «يا هالشوق ل راح من عيوننا». وفي ليلة واحدة، أنهى نجم كتابة النشيد الذي سيصبح من أهم أناشيد المقاومة وأكثرها خلوداً في ذاكرة أجيال متعاقبة، مستهلاً إياه بعبارة «هو يبحر من أعيننا الشوق».
بعد شهرين من العمل الدؤوب في التلحين والتوزيع، صار النشيد جاهزاً، وكانت المفارقة أن الآلتين اللتين تولى السيد تسديد ثمنهما، ستُستخدَمان للمرة الأولى في نشيدٍ عنه. نشيدٌ أبكى الأمين العام الحالي لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله حين أُنشِدَ أمامه للمرة الأولى. أما المفارقة الثانية، فقد تمثلت في ما تكشّف بعد الاستشهاد، من أن السيد اضطر إلى طلب قرض شخصي باسمه من مؤسسة «القرض الحسن» ليوفر للفرقة المبلغ المطلوب لشراء الآلتين الموسيقيتين.

الحاج رضوان منشداً
في 13 أيلول (سبتمبر) 1993، وبعد أقل من شهرين على خروج المقاومة مرفوعة الرأس من عدوان الأيام السبعة في تموز، والذي سماه العدو «عملية تصفية الحساب»، مكرّسةً قاعدة «الكاتيوشا مقابل المدنيين»، كوفئت المقاومة على إنجازها بإطلاق النار على تظاهرة شعبية دعت إليها في منطقة الغبيري، قرب جسر المطار القديم، وشارك فيها رجال ونساء خرجوا ليهتفوا ضد اتفاقية أوسلو، ليسقط تسعة شهداء وعدد كبير من الجرحى.
تعامل المقاومة بحذر مع الحادثة بهدف وأد الفتنة، لم يعنِ تنكرها لشهدائها وذكراهم ومطالبتها بحقهم، ولعل كلمات النشيد الذي كُتِبَ ولُحِّنَ ووُزِّعَ بإيعاز الحاج عماد مغنية وإشرافه، تؤكد هذه المعاني. الحاج رضوان الذي كان المحفّز الأول لفرقة «الولاية»، رأى ضرورة إطلاق نشيد استنكاراً للحادثة وتخليداً لدماء الشهداء وتأكيداً لعدم ضياعها، فكان النشيد الذي يقول مطلعه «الشعب الحرّ الباسل ما ألفَ الضيمَ واليأسَ، ويقول: لن يسلم فينا القاتل، من باع الأمة، لن ننسى أيلول».
وبعد قراءته الكلمات وسماعه اللحن، فاجأ الحاج رضوان أفراد الفرقة يوم التسجيل بتواجده بينهم في إذاعة «النور»، طالباً المشاركة في تسجيل النشيد ضمن «الكورال» كي يوصل رسالته بصوته من دون الكشف عن هويته، ولعلها المرة الوحيدة التي شارك فيها القائد الشهيد في عمل إنشادي.

«يوم الحشر»... القيامة من بين الأشلاء
أثناء العدوان الإسرائيلي في نيسان (أبريل) 1996، الذي سمّاه العدو «عملية عناقيد الغضب»، كان الفنان أحمد همداني في مقرّ فرقة «الإسراء» في الطبقة السفلية من إحدى بنايات حارة حريك، منكباً على تلحين قصيدة الشيخ طارق إدريس «يوم الحشر». وفجأة امتلأ المقر بالناس في مشهد يشبه عنوان القصيدة. سأل همداني، فعرف أن غارة إسرائيلية قريبة دفعت الناس إلى الاحتماء في المكان، ولم يكن قد سمع دوي الغارة بسبب صخب الموسيقى وغرقه في القصيدة الصعبة التلحين بسبب تفعيلاتها، والمهمة في مضامينها الجديدة والمختلفة.
بعدها، ستكون مشاهد مجزرة قانا عبر التلفزيون، المنسجمة مع الكلمات بين يديه، وحجم تأثره الكبير بها، دافعاً أعطاه مفتاح اللحن الذي سيجمع بين حزن يتجلى في مقطع يقول «أن تذبح في حربٍ خيرٌ من موتك بين الأصفاد»، وثورة تتجلى في مقطع يقول «داسَ عدوك أرضك فانهض أخذاً للثار» حيث يتصاعد اللحن الثوري.
كان عماد مغنية شغوفاً بالموسيقى، ومدركاً لأهمية الفنّ في ترسيخ فكرة المقاومة


لكن الحرب انتهت والمهمة التي يريد همداني إنجازها بأفضل صورة ممكنة لم تتمّ، فالمقطع الأخير يتألف من عبارات قصيرة متلاحقة صعّبت تلحينه، من قبيل «اضرب في المكمن في المربض، كل حسام، اضرب في المكمن في المربض، كل زناد، كل جرار الزيت». وقد تأخر ذلك حتى أتت إحدى عمليات المقاومة (ولعلها عملية اقتحام موقع سجد عام 1997)، لتحل المشكلة.
كانت المشاهد التي عرضتها قناة «المنار» للعملية، تظهر المقاومين يتبادلون عبارات قصيرة وصاخبة وغير واضحة أثناء الاقتحام، فاستلهم همداني من هذا الحوار فكرة تقسيم الكورال إلى مجموعات تتناوب على إنشاد العبارات القصيرة بشكل متداخل وبوتيرة سريعة، بما سهّل عليه وضع اللحن المناسب.
هكذا جاءت كلمات النشيد متوائمة مع لحنه التصاعدي، ومع ظروف إنجازه بين عدوان وحشيّ وعملية بطولية، لتعبّر العناصر الثلاثة معاً عن فكرته القائمة على القيام من بين الأشلاء نحو تحقيق الانتصارات، ويغدو أيقونة ونموذجاً في هذا المجال.

الطلاب يشاركون أستاذهم فرحة التحرير
في 21 أيار (مايو) 2000، كانت الأخبار تصل تباعاً إلى أحمد همداني عن دخول الأهالي إلى قرى الشريط المحتل في حالة من النشوة وعدم التصديق، بينما هو في بيروت يعطي طلابه المكفوفين درساً في الموسيقى. نقل الخبر إلى طلابه، فتفاعلوا معه بفرحٍ مشوبٍ بحسرة تشبه حسرته لتعذّر مشاركتهم في المشهد الجميل.
وللتغلب على الحسرة، اقترح عليهم أن يشاركوا جميعاً في اللحظة التاريخية على طريقتهم، عبر كتابة نشيد يواكب الحدث الكبير ويعبّر عنه، فكتب همداني ولحَّن مع طلابه «تسلم إيدك يا مقاوم، يا محرّر البلاد». وبمجرّد انتهاء الحصة، انتقل إلى مقر فرقة «الإسراء» وسلم شقيقه أسامة الكلمات ليتولى توزيعها موسيقيّاً، وفي اليوم نفسه كان كورال الفرقة يسجّل واحداً من أسرع الأناشيد تنفيذاً، وأكثرها خلوداً في ذاكرة جيل التحرير.