لا يختلف إثنان على أنّ نائب رئيس مجلس النواب الأسبق إيلي الفرزلي، يعدّ من بين السياسيين النادر تواجدهم بهذا الثقل في الإعلام، رغم إنكفاء عملهم السياسي. استطاع الفرزلي أن يظل حديث الناس طيلة الأعوام المنصرمة حتى في أوجّ الإنقسام السياسي والشعبي، واعتباره ضمن وجوه «الوصاية السورية» بعد إغتيال رفيق الحريري.
بقي الفرزلي خارج هذه التصنيفات والإنعزال بخندق واحد، بفضل مرونته وتعاطيه مع جميع الأطراف بحنكة وذكاء. الى جانب السياسة، عرف نائب رئيس مجلس النواب الأسبق، بحضوره في البرامج المنوعة على شاشة التلفزيون، عبر مقابلات أو مشاركات، ولعلّ أبرزها إطلالته راقصاً في برنامج «الرقص مع النجوم» في موسمه الرابع، في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. أمس، حضر ضيفاً مساعداً في «حديث البلد» بدلاً من الممثل الكوميدي ميشال أبو سليمان، الذي تنحصر مهمته في التعليق على كلام الضيوف، والتقاط الأفشات. أمس، أثارت إطلالة الفرزلي ضجة لافتة على مواقع التواصل الإجتماعي. حضر الرجل بخفة ظله المعهودة، وحدة ذكائه، وتدويره للزوايا. اكتشف جزء كبير من المشاهدين، أنه يملك هذه الروح المرحة، والمرونة في تطبيق قواعد البرنامج. تحدث عن الجنس اللطيف ومفهومه له، وأعطى نصائحه للشباب بضرورة تغييب «النظرة المادية» عن المرأة والتيقن من كون «الجسد منطلقاً أساسياً للحياة ولمختلف المشاعر».
كذلك، لم يسلم الضيوف من تعليقات الفرزلي الكوميدية، التي تتسم بسرعة البديهة وبحس الفكاهة. إطلالة الأخير «الإستثنائية» كما قالت منى أبو حمزة، لم تكن عابرة، بل تفاعل معها الناشطون بقوة، الى حدّ مطالبتهم بإستبدال أبو سليمان بالفرزلي. ومع فارق المقارنة بين الرجلين، الا أن الأخير استطاع أن يظهر أن للكوميديا عفويتها وتلقائيتها، ولا تبنى أبداً على اللعب على الكلام أو احراج الضيوف، بل تمرر بذكاء وبمرونة وتثير الضحك بعدها.